من منا لم يتابع عن كتب سلسلة الرسوم المتحركة الفرنسية ” كان يا مكان الحياة ” ثم سلسلة ” كان يا مكان الإنسان ” سلسلة فرنسية كرتونية علمية وثقافية بإمتياز، إستطاعت أن تكتسح بيوت العالم العربي والإسلامي، وتصل إلى أطفاله وتزودهم بالمعلومات العديدة والمتنوعة.
لكن، ماذا لو إكتشفنا أن سلسلة كان يا مكان الإنسان تسرب أكاذيب عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتشوه صورة الإسلام عند أطفالنا خاصة أبناء الجالية منهم، وذلك بتزوير تاريخ ديننا الحنيف هذا ولقد تطاولت هذه السلسة برسمها لسيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، إذ نراه يفِرُ من مكة إلى المدينة “يقول المعلِّق” أو يصلي بطريقة غير صحيحة بينما صحابته يحاربون قريش في غزوة بدر.
كذب أو إهمالٌ، عمل ما زال يسبب في تسريب معلومات خطيرة وتكريسها في عقول أبناء المسلمين أو الغير المسلمين كي تترسخ عندهم أفكار خاطئة عن رسول السلام والدين الإسلامي.
لقد حقق موقع أخبارنا الجالية بدقة فأكتشف ما يلي:
في الموسم الأول من سلسلة كان يا مكان الحياة وبالضبط في الحلقة الثامنة والتي تحمل عنوان ” فتوحات الإسلام ” ، نرى أن شركة هذه السلسلة شخَّصت رسول الله صوتا وصورة، رسمته، ثم تقول عنه أنه هرب من مكة إلى الكعبة، ويأمر المسلمين بالحرب وإرغام الناس عن إعتناق الإسلام والدخول فيه، وإلا……: وهنا، رنة الصوت وطريقة إلقاء القص تجعلك تفهم ما وارء ” وإلا… ” هذه. القتل
هذا، ونشاهد في هذه الحلقة كيفية الصلاة، وهي تبعد كل البعد عن السنة، كما نرى الصحابة يركعون إلى رسول الله صلى الله وسلم، ثم كيف أمرهم بطريقة هزلية تحويل قبلتهم إلى الكعبة بيت الله الحرام
حتى أحداث الهجرة إلى المدنية لم تسلم من التزوير، حيث نشاهد صحابة رسول الله يقاتلون من تلقاء أنفسهم بدون وحي من الله، وبدون أمر النبي الذي يُرجمُ بالحجارة ثم يفِرُّ هاربا خارج مكة، ثم نرى طفلا يتجسس على سادة قريش الذين تجمَّعوا لقتل رسول الله ثم يذهب مسرعا إليه ليخبره بذلك ويقترح عليه الفرار.
كل الأحداث الأساسية في حياة رسول الله التي تعد بمثابة قاعدة فهم تاريخ الإسلام زُوِّرت و أستبدلت بقصص كاذبة أو خاطئة، وهنا لم تتطرق فقرة تحقيق لموقعنا لكل تفاصيل هذه الحلقة من حلقة السلسلة الكرتونية كان يا مكان الإنسان.
من الجانب المهني والأخلاقي، كان يجب على الكاتب والمخرج الفرنسي ألبير باريلي مراعات مشاعر المسلمين وتحري الحقائق التاريخية من الموارد العلمية والفقهية والتشاور مع علماء المعاهد والجامعات الإسلامية حتى يتَّسِم عملُه بالصدق و يخضع لقوانين الفن الحقيقي.
لكن، وفي غفلة من هذه الأمة التي تعاني الويلات والآهات والتي تكالبت عليها الأمم وتطاول على رسولها أحقر وأكذب الناس، إستطاع هذا المخرج نشر هذه الأكاذيب والتزوير في حياة رسول الله وقصة الإسلام، وحتى لو نشرت هذه السلسلة في العالم الإسلامي اليوم لاندري إن كان سَينْبس أحد من السلطات الإسلامية ببنت شفة.