ريال مدريد وبرشلونة يتأهبان لقمة استثنائية
تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة، السبت المقبل، صوب ملعب “سانتياغو برنابيو”، لمتابعة المواجهة المرتقبة بين ريال مدريد وغريمه التقليدي برشلونة، في إطار الجولة الـ17 من عمر الدوري الإسباني.
تبرز أهمية مباراة الكلاسيكو، بين ريال مدريد وبرشلونة، المقررة في 23 دجنبر الجاري، ليس فقط بسبب خصوصيتها، بل لتأثيرها أيضا في الصراع على لقب الليغا. قدّم برشلونة نتائج رائعة، هذا الموسم، تحت قيادة مديره الفني إرنستو فالفيردي، حيث يتصدر الفريق الليغا، بعد الجولة الـ16، بـ42 نقطة، من 13 فوزا و3 تعادلات ودون أي هزيمة.
في المقابل، يحتل ريال مدريد المركز الرابع، بعد 15 مباراة، حصد خلالها 31 نقطة، بالانتصار في 9 لقاءات، والتعادل 4 مرات، وتلقي هزيمتين، أمام ريال بيتيس وجيرونا. ويبحث ريال مدريد عن نقطة انطلاق جديدة في الليغا، من خلال الفوز بكلاسيكو الأرض، على ملعب “سانتياغو برنابيو”، في مباراة تبدو كأنها من فئة الـ6 نقاط. ويشهد هذا الموسم، تذبذبا في نتائج الفريق المدريدي، لكن كتيبة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان عادت من الإمارات بلقب كأس العالم للأندية، وهو ما يُنتظر أن يدعمها معنويا، قبل الكلاسيكو، الذي سيمثل مفترق طرق للميرينغي.
وتبرز أهمية الكلاسيكو أيضا، باعتباره المباراة الأخيرة، قبل التوقف بسبب احتفالات الكريسماس، حيث سيعطي الفوز به، إن تحقق، رسالة ثقة لجماهير وإدارة النادي الملكي، قبل خوض الدور الثاني من الليغا، ومواصلة المشوار في دوري أبطال أوروبا، أمام باريس سان جرمان، في ثمن النهائي. وفي حال فوز ريال مدريد بالكلاسيكو، فإنه سيقلص الفارق مع البارسا، إلى 8 نقاط، وإذا انتصر في مباراته المؤجلة على ليغانيس، فسيصبح الفارق 5 نقاط فقط، ما يعني عودة الملكي للمنافسة بقوة على لقب الليغا. كما سيعدّ الفوز بالكلاسيكو، أفضل ختام لعام سعيد بالنسبة إلى ريال مدريد، حيث فاز خلاله بكل البطولات التي خاضها، باستثناء كأس إسبانيا.
ويزداد الكلاسيكو، إثارة وتشويقًا، عندما يأتي وسط الصراع بين الغريمين على النقاط، في مشوار حصد لقب الدوري الإسباني. ويتصدر برشلونة الترتيب أما ريال مدريد فيأتي رابعا، ويمتلك مباراة مؤجلة، نظرا لارتباطه مؤخرا بمونديال الأندية. وفي آخر كلاسيكو، جمع الفريقين في الليغا، خطف برشلونة، فوزا مثيرا أمام مضيفه الملكي، بنتيجة 3-2.
تقدم ريال مدريد وقتها عن طريق كاسيميرو، وتعادل ليونيل ميسي، ثم أضاف راكيتيتش الهدف الثاني لبرشلونة، لكن خاميس رودريغيز سجل التعادل في الدقيقة 86، وعاد ميسي ليسجل هدف الفوز في الدقيقة 92.
وتعرض برشلونة، لصدمة مدوية، برحيل نجمه البرازيلي نيمار جونيور، خلال الميركاتو الصيفي الماضي إلى باريس سان جرمان الفرنسي، مقابل دفع الشرط الجزائي في عقده مع الفريق الكتالوني. ومنذ رحيل نيمار، فشل برشلونة، في إيجاد حل للجبهة اليسرى، نظرا إلى عدم وجود البديل المناسب لنجم السامبا، مما دفع إرنستو فالفيردي، مدرب البلوغرانا، إلى تغيير خطة اللعب.
فقد برشلونة، مع رحيل نيمار، المزيد من القدرات الهجومية، لكنه بات الآن أقوى في النواحي الدفاعية وخط الوسط. وأصبح إرنستو فالفيردي، يعتمد بشكل كبير على الصلابة الدفاعية، من خلال الجدار العازل، الذي شكله لاعبو الوسط مع خط الدفاع، لحرمان المنافسين من هز شباك البلوغرانا.
وركز فالفيردي، على التنظيم التكتيكي والالتزام الدفاعي لرباعي الوسط أندريس إنييستا وإيفان راكيتيتش وباولينيو وسيرجيو بوسكيتس، مع إعادة ميسي لمركز المهاجم الوهمي، وصناعة الهجمات بنزوله إلى نصف الملعب. وعلى مدار 16 جولة في الليغا، لم تهتز شباك برشلونة سوى 7 مرات فقط، مما يعكس مدى الانضباط الدفاعي للفريق الكتالوني، تحت قيادة فالفيردي، عما كان عليه البلوغرانا مع المدرب السابق لويس إنريكي، وقبل رحيل نيمار.
الكلاسيكو يزداد إثارة وتشويقا، عندما يأتي وسط الصراع بين الغريمين على النقاط، في مشوار حصد لقب الدوري الإسباني
مداخيل آسيوية
للمرة الأولى في تاريخ المواجهات بين ريال مدريد وبرشلونة، يقام “كلاسيكو” كرة القدم الإسبانية في توقيت مبكر السبت، في خطوة يأمل الدوري الإسباني أن تفيده في جذب مزيد من المشجعين الآسيويين وأموالهم. ويقول مسؤول التواصل في “الليغا” خوريس إيفرز “نحن تواقون لأن نوفر لمشجعينا في آسيا، فرصة متابعة المواجهة بين ريال مدريد وبرشلونة في توقيت مناسب بالنسبة إليهم”.
وحسب رابطة الدوري، يتوقع أن يبلغ عدد مشاهدي التلفزيون لهذا اللقاء الذي يعد من الأهم في روزنامة مواعيد كرة القدم خلال الموسم، نحو 650 مليون شخص، تجذبهم المنافسة الشديدة بين ناديين مدججين بالنجوم، لا سيما أفضل لاعبين في العالم خلال الأعوام الماضية، البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي. وكان نادي برشلونة وقّع العام الماضي عقدا رعائيا لقميصه مع شركة التجارة الإلكترونية اليابانية “راكوتن”، تقدر قيمته بـ258 مليون دولار على الأقل على مدى أربعة أعوام، وهو رقم قياسي للنادي. ويقول غاي دي ليبانا “يريدون أن يبيعوا (الليغا وأنديتها) منتجاتهم في الأسواق الدولية، ولا سيما في آسيا”.
وحسب دراسة أجراها المتخصصون في تحليل توجهات المستهلكين في “نلسون سبورتس”، وفّر “الكلاسيكو” الأول العام الماضي عائدات بأكثر من 45.5 مليون دولار للراعين. ويتابع “نشاطات إضافية ستنظم في أماكن أخرى مختلفة في آسيا. من خلال هذه ومبادرات أخرى، نريد أن نجعل من المتابعين الحاليين مشجعين أكبر لليغا، وبالطبع، نريد أن نجذب مشجعين إضافيين”.
اللحاق بالدوري الإنكليزي
تندرج هذه الخطوات في إطار استراتيجية يعتمدها الدوري الإسباني، ويبدو من خلالها مدركا لتراجع موقعه في آسيا إزاء الدوري الإنكليزي الممتاز الذي يحظى بشعبية أكبر لدى المشجعين. وعلى سبيل المثال، تقدر عائدات البث التلفزيوني محليا ودوليا للدوري الإنكليزي بنحو 3.9 مليارات دولار في الموسم، في مقابل 1.9 مليار دولار للدوري الإسباني.
وعلى رغم التفوق الآسيوي للدوري الإنكليزي، إلا أن الدوري الإسباني “يعوض” في مناطق أخرى عالميا، لا سيما في القارة الأميركية حيث نسبة كبيرة من الناطقين بالإسبانية، وحتى في أوروبا.
وفي وقت سابق من هذا العام، قال رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس خلال افتتاح مكتب ممثل للدوري في سنغافورة “غيرنا مواقيت المباريات لتكون منطقية بالنسبة إلى بلدان آسيا، وسنواصل اتخاذ خطوات لضمان أن هذا الجزء من العالم سيكون قادرا على الاستمتاع بالليغا بأكبر قدر ممكن”.
ويدرك تيباس أن الموقع المميز لكرة القدم الإسبانية على الصعيد العالمي، تهدده القدرة الاقتصادية الهائلة لمنافستها الإنكليزية. وحذر المسؤول الإسباني في مراحل سابقة من أن الدوري الإنكليزي الممتاز قد يتحول إلى “ان بي إيه أوروبي”، في إشارة إلى دوري كرة السلة الأميركي، وأن هذه القدرة المالية لكرة القدم الإنكليزية قد تؤدي إلى “خطف” نجوم من الدوري الإسباني كرونالدو وميسي، في ظل عجز الأندية المحلية على الوقوف في وجه ذلك، كما كانت حال برشلونة في صيف 2017 مع انتقال البرازيلي نيمار إلى باريس سان جرمان الفرنسي في صفقة تاريخية بلغت قيمتها 222 مليون يورو.