برنامج السكن الإقتصادي لم يستجب الى الطموحات بسبب فقدان الثقة من الجالية المغربية
مع تدهور المقدرة الشرائية للجالية المغربية وارتفاع أسعار العقارات و الإختلالات التي يعرفها قطاع العقار بالمغرب أصبح شراء منزل في الوقت الراهن بمثابة المستحيل… وبالرغم من توجّه الحكومة نحو إعلان برنامج السكن الإقتصادي إلاّ أن ذلك لم يحقق النتائج المرجوّة بشهادة شركات عقارية كبرى خلال تصريحات إعلامية وهو نفس ما أكدته لنا بعض البنوك بخصوص هذا البرنامج الذي بعث «مقبورا» ولم يلبّ انتظارات الطبقة الوسطى…
وخلال متابعتنا لصالون العقار الذي انتظم نهاية الأسبوع المنقضي بمدينة بروكسيل البلجيكية وقفنا على بعض نقائص برنامج السكن الإقتصادي من حيث الشروط المعتمدة وكذلك غياب الاقبال على شراء المساكن بصفة عامة بالنظر الى فقدان الثقة في بعض الشركات العقارية و التي تروج لمنتوج خيالي موجود على ورق كرطوني راح ضحيته العديد من أفراد الجالية .
وفيما ينتظم هذا الصالون كموعد سنوي مخصص لاستعراض المشاريع العقارية فانّ طريقة البناء و المواد الأولية لا تواكب شروط السكن الكريم الذي تطلبه غالبية الطبقة المتوسطة التي أصبحت اليوم فاقدة الثقة بمسكن لائق.كما لاحظنا أن هذا الصالون غاب عنه الحرفاء عكس الانتظارات وحضره فقط الباعثون العقاريون أو من ينوبهم… وغابت عنه الحرفية و حتى الجالية المغربية أصبحت تدرك حقيقة ما يروج له في الصحافة الصفراء عبر فنانين استغلوا حب المواطنين لهم ليروجوا لمنتوج لا يتوفر لأدنى شروط العيش الكريم .لتغيب بذلك الاجابات عن الاستفسارات والتساؤلات التي تعترض الحريف…
فمن خلال متابعتنا تأكد أن الاقبال هذه السنة يعتبر ضعيف جدا مقارنة بالسنوات المنقضية رغم مجانية الدخول و حضور لشخصيات سياسية و فنية بخصوص اقتناء المساكن و أن أغلب من توجهوا الى هذا الصالون كان حضورهم يصبّ في خانة الأشخاص الذين يودون إلتقاط بعض الصور مع الفنانين أو قضاء وقتهم الفارغ مع العلم أن نفس الوجوه التي تتواجد في كل الحفلات هي التي كانت حاضرة
أمّا أحد الحاضرين فقد أشار الى أنّ برنامج السكن الإقتصادي لم يكن إلا «كذبة» سيئة الإخراج، لم يلب هذا البرنامج انتظارات طبقة هامة من الشعب خاصة في العاصمة والمدن الكبرى… قائلا: «مع غلاء الأسعار وغياب الرقابة أصبح الموظّف عاجزا عن اقتناء مسكن يحفظ كرامته في ظلّ تهافت العقاريين على الربح وغياب الجودة في البناء و الرقابة اللازمة من الدولة» وطلب من الشركات العقارية أن تعيد النظر في شروط برنامج السكن الإقتصادي حتى يستجيب لتطلعات المغاربة .