انتخاب العثماني أملا في توحيد العدالة والتنمية المغربي

يولي الأمين العام الجديد لحزب العدالة والتنمية سعدالدين العثماني، حالة الانقسام التي يعاني منها الحزب منذ اختياره لرئاسة الحكومة خلفا لعبدالإله بن كيران، أهمية بالغة حيث يسعى لإطلاق حوار يطوي صفحة الخلافات ويؤسس لمرحلة جديدة.

انتخب حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود الحكومة المغربية للولاية الثانية على التوالي سعدالدين العثماني الذي يشغل منصب رئيس الحكومة أمينا عاما للحزب خلفا لعبدالإله بن كيران.

وقال بيان لأمانة الحزب إن “سعدالدين العثماني انتخب أمينا عاما لحزب المصباح (رمز الحزب) خلفا للأستاذ عبدالإله بن كيران”.

وأضاف أن العثماني الذي انتخب خلال المؤتمر الوطني الثامن للحزب حصل على “1006 من الأصوات من أصل 1943 صوتا… أي بنسبة 51.8 في المئة، في حين حصل منافسه رئيس فريق الحزب بمجلس النواب المغربي إدريس الأزمي الإدريسي على 912 صوتا وأُلغي 25 صوتا”.

وقال محمد الزهراوي الباحث في العلوم السياسية في تصريح لأخبارنا الجالية، إن فوز العثماني ضمنيا انتصار للجناح الداعم للحكومة الحالية.

وأثار تنازل العثماني أثناء تشكيل الحكومة انتقادات لاذعة وقوية من طرف أنصار الحزب، الذين اتهموه بالتنكر لمخرجات نتائج انتخابات السابع من أكتوبر أثناء تشكيل الحكومة.

وانقسم حزب العدالة والتنمية منذ تشكيل حكومة العثماني إلى تيارين، أحدهما داعم لرئيس الحكومة السابق عبدالإله بن كيران، وآخر يدعم العثماني ويُعرف أيضا بتيار الاستوزار.

ويقول مراقبون إن العمل على توحيد الحزب وإنهاء الخلافات التي كادت تعصف به خلال الفترة الماضية، سيكون من بين أولويات العثماني خلال الفترة القادمة.

ويتوقع الباحث المغربي حفيظ الزهري أن تكون مهمة العثماني صعبة جدا، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة حوار ونقاش.

وأوضح أن بروز جيل جديد شبابي داخل المجلس الوطني للحزب وأيضا في هياكله المحلية سيساهم في عرقلة مساعي تيار الاستوزار للسيطرة على قيادة الحزب.

المؤتمر الثامن محطة الوضوح التي استطاع من خلالها قادة الحزب تجاوز أصعب مرحلة مر بها العدالة والتنمية منذ 2003
وأعلن العثماني مباشرة عقب انتخابه أنه يفكر في إطلاق حوار داخلي بين أعضاء الحزب بهدف صياغة أطروحة ما بعد ولاية الأمين العام السابق، عبدالإله بن كيران.

وقال “أظن أن حزبنا يجب أن يفتخر بوجود التنوع، وأقول دائما إن حزبنا ليس ستالينيا ليكون لأعضائه رأي واحد وفكرة واحدة وتقييم واحد، بالعكس كلما تعددت الآراء والأفكار سيكون هناك غنى للحزب، وبالتالي كل عضو سيجد مكانه في الحزب”.

وأضاف “كثيرون كانوا يتنبأون بانقسام الحزب وتم الترويج لهذه الأطروحة وكانوا يتمنون فشل الحزب، لكنكم خيبتم ظنونهم”.

وتابع “مهما تكن الاختلافات، سنكون قوة واحدة في الطريق إلى الأمام، ويجب التحلي بالعزيمة الكاملة للاستمرار”.

واعتبر حفيظ الزهري أن بانتخاب سعدالدين العثماني أمينا عاما يكون حزب العدالة والتنمية قد آثر الوحدة والتماسك رغم حدة التنافس والصراع بين تيار الاستوزار وأنصار بن كيران الذين سيطروا على المجلس الوطني مما يؤكد وجود مفاوضات سرية بين الطرفين نتج عنها تقسيم السلط بين الطرفين.

ويعتقد الزهري أن حزب العدالة والتنمية لن يعرف انقساما في الوقت الراهن أو على المدى المتوسط، بل يمكن اعتبار المؤتمر الثامن محطة الوضوح التي استطاع من خلالها قادة الحزب تجاوز أصعب مرحلة يمر بها العدالة والتنمية منذ 2003.

وهنأ  الملك محمد السادس، الإثنين، سعدالدين العثماني، بانتخابه أميناً عاماً لحزب العدالة والتنمية.

وأشاد الملك محمد السادس بسلفه عبدالإله بن كيران، و”الخدمات الجليلة” التي قدمها للمغرب والملك والحزب.

وجاء ذلك في رسالة بعث بها العاهل المغربي إلى العثماني، غداة انتخابه أميناً عاماً لحزب العدالة والتنمية، خلال المؤتمر الوطني الثامن للحزب، بالعاصمة الرباط.

وقال الملك محمد السادس، مخاطبًا العثماني “بمناسبة انتخابك أمينًا عامًا لحزب العدالة والتنمية، نعرب لك عن خالص تهانينا على الثقة التي حظيت بها من قبل المؤتمر الوطني الثامن للحزب”.

واعتبر العاهل المغربي أن انتخاب العثماني “يجسد مدى تقدير أعضاء هيئتك السياسية، لالتزامك الحزبي، ولمسارك المهني، فضلاً عمّا تتحلى به من خصال إنسانية”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: