المغرب يجمع خبراء العالم لبحث تحديات الذكاء الاصطناعي
شكّل معرض تكنولوجيا المعلومات الذي اختتمت فعالياته في المغرب أمس منصة لتبادل الأفكار ومناقشة التحديات بين أصحاب القرار في القطاع والوقوف على أحدث ما تم التوصل إليه في مجال الذكاء الاصطناعي ومدى تأثيره على سوق العمل.
الروبوت سانبوت فرض مشاركته في المعرض
أجمع خبراء ومختصون شاركوا في معرض تكنولوجيا المعلومات “ميد-آي.تي” الذي اختتمت فعالياته أمس في مدينة الصخيرات المغربية على أن مجال الذكاء الاصطناعي سيحدد وجهة استدامة اقتصادات دول العالم مستقبلا.
رهان مغربي على التكنولوجيا في الزراعة
عزّز المغرب من رهانه على التكنولوجيا من أجل تطوير القطاع الزراعي الذي يعدّ من المحركات الاستراتيجية للنمو الاقتصادي للبلاد في المستقبل والخروج من دائرة الجفاف التي أثّرت على الإنتاجية في السنوات الأخيرة.
وقال عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري خلال النسخة الأولى من أيام تكنولوجيا المعلومات في المجال الزراعي التي افتتحت فعالياتها الثلاثاء أن المغرب “بات لديه إمكانات كبيرة الآن مع إطلاق القمر الاصطناعي المغربي الجديد”.وأوضح أن الهدف اليوم هو إنتاج المعلومة وإيصالها للمزارعين في الوقت المناسب لتحسين المردودية ورفع التنافسية.
وتسعى الحكومة لإدخال التكنولوجيات الحديثة في حلقات سلسلة القيمة الزراعية والصناعة الغذائية العصرية من أجل تحسين أداء القطاع بشكل مستدام وضمان تنافسية بين العاملين في المجال. وجمع هذا اللقاء الأول من نوعه بالبلاد مجموعة من المختصّين في المجال الزراعي من باحثين وصناعيين وتعاونيات فلاحية للتعرّف على التكنولوجيات الرقمية ومدى فعاليتها في إضافة قفزة نوعية وتنافسية للزراعة المغربية.
وناقش المشاركون في الملتقى، الذي يعقد في الرباط على عدة أيام بعنوان “التحول الرقمي رافعة لتنمية الفلاحة والصناعة الغذائية”، الفرص التي يمكن أن توفرها التكنولوجيا في القطاع الزراعي في المستقبل. ولدى المغرب قناعة بأن إصلاح القطاع الحكومي يمرّ عبر التحوّل الرقمي وبأن قطاع الزراعة معنيّ بالأمر من أجل الاستفادة من التقدّم التكنولوجي لزيادة مستويات الإنتاج.
وشكلت لقاءات المعرض الذي عقد على مدى يومين في مركز محمد السادس الدولي للمؤتمرات، منصة لاستكشاف التحديات التي يمكن يشكلها الذكاء الاصطناعي في سوق العمل.
ولم تكن مسألة ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي للحد من التفاوت الاجتماعي في أي دولة أو التفاوت بين الدول، سوى واحدة من التحديات الكبيرة التي تواجه صنّاع السياسات الذين بحثوا سبل التأقلم مع الثورات التكنولوجية المتسارعة.
ووجد المشاركون في المعرض أنفسهم في مفترق طرق لدراسة التداعيات السلبية والتأثيرات الإيجابية لثورة الذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستفادة القصوى في تعزيز برامج التنمية الاقتصادية.
وسعى جيروم مانسو، الخبير في مجال الروبوتات الاجتماعية والتفاعلية المستقلة، إلى تبديد فكرة أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على الفرص الوظيفية وأن هذه التقنية ستحيل العديد من العمال على التقاعد.
ونسبت وكالة المغرب العربي للأنباء لمانسو قوله خلال إحدى الجلسات إن “الروبوتات لن تحل محل الإنسان، ولكنها وجدت لتعزيز التفاعلات الاجتماعية”.
وأوضح أن النقاشات بشأن الذكاء الاصطناعي “تولّد نقاشا حول الثورة الكامنة التي ستتطور أكثر، وأهم ما في الأمر هو عدم التعرض لها، بل ينبغي بالأحرى أن نكون جزءا لا يتجزأ منها واستخدامها لأغراض نبيلة من أجل الوصول إلى العالم الذي نتطلع إليه”.
لكن الخبير مصطفى أولادسين الأستاذ بجامعة إيكس مرسيليا أكد أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى القضاء على الكثير من فرص العمل وفي كل المجالات، رغم إحداثه لأخرى.
ودعا الحكومات وأصحاب القرار الاقتصادي إلى التمعّن كثيرا في المسألة والتفكير بشكل منطقي وجدّي والتحضير لمستقبل سوق العمل مع ما يشهد العالم من تطور تكنولوجي متسارع.
وأشار أولادسين إلى أنه إذا كانت هذه عملية قد أدت إلى خفض تكلفة العمل بنسبة 65 بالمئة في الوقت الحالي، فإن اعتماد الروبوتات قد يخفضها لنحو 90 بالمئة في السنوات المقبلة.
وفي ما يتعلق بقضية الأخلاقيات، أبرز المسؤول عن شعبة نظم المعلومات باللجنة المغربية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي رشيد حدوشان أن اللجنة يجب أن تقوم بدور الحارس للتذكير ببعض المبادئ المتعلقة بالأخلاقيات والقواعد الواجب احترامها.
وكما يبدو، تتفق كافة الأطراف على وجود حاجة ملحّة لخارطة طريق واضحة، ولكن بعض الاقتصاديين يحذّرون من إعطاء القطاع الخاص سلطة تزيد عن اللازم فقد يقضي تدريجيا على سوق العمل.
وكانت الدورة الحالية من “ميد-آي.تي” الأكثر استقطابا للمهتمين بمجال التكنولوجيا بعد أن جمعت قرابة 2500 خبير ومختص في مجال تكنولوجيا المعلومات من مختلف دول العالم.