ما الفساد ؟ و من المفسدين؟
الفساد ليس فقط الاختلاس من المال العام أو تبذيره أو تهريبه، والفاسدون ليسوا هم فقط، الأشخاص الذين كانوا في الحكومة أو البرلمان , بل معهم الكثير من خارج الحكومة من موالين ومعارضين، متواطئين مع المسؤولين الفاسدين.
لا يمكن لأي مغربي مخلص وعادل ونزيه إلا احترام أخيه المغربي المخلص والعادل والنزيه الذي أصر، وما يزال، بشجاعة ومثابرة وثبات، على الاقتصاص من الفاسدين، وعلى إعادة الأموال المنهوبة المهربة إلى خارج الوطن لخزينة الدولة، وتوظيفها في إصلاح الخراب الذي تسبب فيه الفاسدون أنفسهم.
ولكن اللافت للنظر في التظاهرات والاحتجاجات التي تتواصل في الحسيمة والمناطق المجاورة هو حصرُ مطالبها، قطعا، “بمحاسبة سراق المال العام، واسترداد الأموال التي سرقوها”.
ويعلم كثيرون بأن الفساد ليس هو فقط الاختلاس من المال العام، أو تبذيره، أو تهريبه، وأن الفاسدين ليسوا هم، فقط، الأشخاص الذين كانوا في الحكومة أو البرلمان بل معهم الكثير من خارج الحكومة من موالين ومعارضين، متواطئين مع المسؤولين الفاسدين، ومستفيدين من فسادهم، ومنهم رؤساء أحزاب، برلمانيون ، و رؤساء جماعات ، و اللائحة طويلة
ويبدو أن الوجوه الأخرى العديدة من الفساد التي سرقت المال العام أهونها وأقلها ضررا وتخريبا، غائبة أو مُغيبة من قاموس المتظاهرين والمحتجين والمعتصمين المغاربة .
وهنا نسأل، هل ستهمل الدولة كل هذه الأنواع من الفساد، و تقيل فقط المسؤولين الفاسدين دون محاسبتهم و معاقبتهم و إرجاع المال العام الذي إختلسوه من خزينة الدولة و من المشاريع التي كانوا مسؤولين عنها ، و تمسك فقط بمن اختلس بعض المال، وتترك العشرات والمئات من أصحاب الرؤوس الكبيرة الذين لولاهم، ولولا رضاهم، أو تطنيشهم، لم يجرؤ أحدٌ من الأقارب والحبايب والموالين على اختلاس درهما واحدا؟ّ