المغرب يتجاهل مشاركة بوليساريو في قمة أوروبا وأفريقيا
كمال كمالي
مع اقتراب تاريخ انعقاد قمة الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي بابيدجان عاصمة دولة الكوت ديفوار غير المعترفة بجمهورية البوليساريو ، وهذه الاخيرة تتكبد و إعلامها عناء و اجتهادا مريرين لإبراز حضور جمهوريتها بالقمة الافرواوروبية انتصارا باهرا وفتحا مبينا ، بينما الواقع أن البوليساريو ومنذ عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي أصبحت تصارع من أجل الحفاظ على كرسي يعتبره جزء مهما من دول الاتحاد الافريقي في غير محله ، ولولا الحرص على تماسك الاتحاد ووحدته ، والخوف على تفككه وتقسيمه لأصبح كرسي جمهورية البوليساريو داخل هذا الاتحاد الافريقي في خبر كان ، وذلك لأن عديد دول الاتحاد الافريقي لا تعترف بالجمهورية المذكورة أعلاه رغم ” تواجد جمهورية البوليساريو ” بهذا الاتحاد الافريقي لأكثر من ثلاثين سنة ! …
إن هذا التفصيل البسيط حول عدم اعتراف عديد الدول الافريقية بجمهورية البوليساريو رغم تواجدهما ( الدول الافريقية وجمهورية البوليساريو ) جنبا الى جنب في الاتحاد الافريقي ومن هذه الدول الكوت ديفوار وزامبيا ومدغشقر وتشاد مثلا ، يفند كل المزاعم الصحراوية المعتبرة أن حضور البوليساريو في قمة ابيدجان “انتصارا ديبلوماسيا ” مادام يشكل ضمنيا بحسب الفهم الصحراوي ” اعترافا ” بجمهورية البوليساريو اذ كيف يمكن اعتبار مجرد حضور جمهورية البوليساريو في قمة الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي ” اعترافا ” بها بينما تتواجد معها في نفس الاتحاد دول افريقية لاكثر من ربع قرن دون ان يشكل ذلك اعترافا بهذه الجمهورية !؟ هذا مع العلم أن السيدة موغريني رئيسة المفوضية الأوروبية أعلنت صراحة ( أن حضورجمهورية البوليساريو قمة ابيدجان لن يغير شيئا من موقف الاتحاد الاوروبي غير المعترف بالجمهورية المذكورة ) . واذا كان هذا موقف الاتحاد الاوروبي ، فالموقف المغربي واضح ويعتبر أن وجود جمهورية البوليساريو في الاتحاد الافريقي ( خطأ تاريخيا لابد وأن تعمل الحكمة الافريقية على تصحيحه بما يخدم مصالح افريقيا ) .
إن ما سبق يجعل السؤال إنكاريا أين هذا ” الانتصار الديبلوماسي ” الصحراوي في مجرد حضور ” في الدقيقة الاخيرة ” ! لقمة ابيدجان الذي يروجه إعلام البوليساريو !؟ ألم يكن الأجدى أن تعترف البوليساريو بهزائمها داخل هذا الاتحاد الافريقي الذي لم تستطع وطيلة تواجدها الفعلي به لاكثر من ربع قرن ان تقنع عديد دوله للاعتراف بجمهوريتها ؟ ألم يعد جلوسها على الكرسي الافريقي ان لم يكن مهددا فقد أصبح على الأقل غير مرغوبا فيه ومحط علامات استفهام في محطات كبرى !؟ شخصيا أعتبر أن قيادة البوليساريو واعية بهزائمها ومستوعبة لدقة المرحلة ولكنها وفِي صراعها من أجل البقاء والحفاظ على مصالحها الشخصية تجتهد بترويج مثل هذه المزاعم عن انتصارات غايتها ( طلي على لوبر ) خصوصا والبيت الداخلي يعرف تصدعات قوية ظاهرها مبادرات التغيير السياسي ولكن باطنها انهيار مجتمعي خطير .
—�—�—�—�—�—�—
الدول التي لا تعترف حاليا بجمهورية البوليساريو هي الكوت ديفوار ومدغشقر وبوروندي وبنين وغينيا بيساو وتوغو ورواندا والكونغو وغينيا الاستوائية وجزر الرأس الأخضر وزامبيا وتشاد وسيراليون ومالي وبوكينافاصو وكينيا وجنوب السودان والسينغال وغيرها وكل هذه الدول الغير معترفة بجمهورية البوليساريو أعضاء في الاتحاد الافريقي فهل حضور جمهورية البوليساريو القمة الافريقية الأوروبية سيجبرها والدول الأوروبية على الاعتراف بجمهورية البوليساريو . طبعا لا لذلك فكل محاولات جعل حضور جمهورية البوليساريو في قمة ابيدجان انتصار ديبلوماسي هو من قبيل العبث والضحك على الصحراويين لا اقل ولا اكثر .
كمال كمالي