تنظيم داعش ونهاية البروباغاندا
الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش، مارست نشاطا موازيا لعملياتها الميدانية على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تجنيد عناصر متخصصة في الدعاية والاستقطاب في الأوساط الشبابية، وقد نجحت في الإيقاع بالكثير من الشبان في مختلف أنحاء العالم، لكن الضربات التي تلقاها تنظيم داعش في الفترة الأخيرة من التحالف الدولي، أدت إلى تراجع نشاطه الميداني وكذلك الافتراضي بعد محاصرته ميدانيا وإلكترونيا حتى يمكن القول إنه في طريقه إلى الأفول.
داعش على وشك خسارة الحرب الإلكترونية أيضا
رغم أن ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أصبح في حكم الزوال، بعد الضربات القوية التي تلقاها من التحالف الدولي وخسارته نسبة كبيرة من الأراضي التي يسيطر عليها، إلا أن هناك تساؤلات حول احتمال استمرار نشاطه في العالم الافتراضي، الذي يمكن أن يحوله إلى منصة لترويج دعايته في صفوف الشباب والجهاديين خارج العراق وسوريا، من أجل إعطاء الانطباع بأنه باق أو أنه قد يعود.
ليس هناك من شك في أن تنظيم داعش يدين بالكثير إلى شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، بل إنه تعامل مع التقنيات الحديثة للتواصل بوصفها ساحة أخرى للمعركة توازي، إن لم تكن تفوق، المعركة الميدانية على الأرض. وكما يقول نيغيل إنكستر من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، بأن الشيء الجديد الذي جاءت به الإنترنت بالنسبة للجماعات الإرهابية هو سرعة نقل الرسائل وسرعة تلقي التعليمات.
وقد نتج عن هذا تحول عميق في العمليات الإرهابية التي ينفذها أتباع هذه الجماعات وفي نوعيتها وانتشارها الأفقي، وغيرت من طبيعة العلاقة القائمة بين القيادة والقاعدة في أي تنظيم جهادي، كما لعبت دورا ملموسا في تجنيد المقاتلين عبر التقنيات المتطورة في نقل الرسائل المصورة والمسموعة، وكل ذلك شكل رافدا قويا من روافد الفكر الجهادي الإرهابي في مختلف أنحاء العالم.