بن كيران يتجنب الصدام مع المؤسسة الملكية

بن كيران يجدد تمسك العدالة والتنمية بالملكية في المغرب
رئيس حزب العدالة والتنمية المغربي يقول إن خصومه الذين يريدون أن يوقعوا بين الحزب والملكية ‘لن يفلحوا في ذلك’

جدد عبدالإله بن كيران رئيس حزب العدالة والتنمية المغربي، تمسك الحزب بالملكية، وذلك في كلمة له في افتتاح اجتماع للجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية (منظمة شباب الحزب)، في لقاء مغلق، بالمقر المركزي للحزب بالعاصمة الرباط.

وقال إن موقف حزبه من الملكية في المغرب موقف استراتيجي وليس تكتيكا سياسيا، موضحا أن خصومه الذين يريدون أن يوقعوا بين الحزب والملكية “لن يفلحوا في ذلك”.

وأوضح بن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق، أن موقف حزبه هذا “فيه الوفاء للبيعة التي تجمعنا مع ملوكنا”.

وأشار إلى أنه لم يطلب أحد من الحزب مبايعة العاهل المغربي الملك محمد السادس بعد توليه الحكم عام 1999 خلفا لوالده الراحل الحسن الثاني، بل إن قيادة الحزب هي من بادرت إلى الذهاب إلى القصر الملكي عشية وفاة الحسن الثاني لأداء واجب العزاء، وبعد يوم أو يومين كتبت قيادة الحزب “البيعة” وأرسلتها إلى القصر الملكي دون أن يطلب أحد ذلك منها.

وقال بن كيران إن “هذا الأمر له خلفية دينية، فنحن أمة مسلمة لها منطق عاشت به وفي ظله منذ قرون ولم تقم بمراجعته بعد”.

وقال إن “واحدة من الضربات المسمومة لخصوم الحزب هي محاولة الإيقاع بينه وبين المؤسسة الملكية”. وخاطب هؤلاء “الخصوم” دون أن يسميهم قائلا “أقول لهم هذا الأمر لا تعولوا عليه، فمهما كان الثمن فلن تفلحوا في ذلك”.

واعتبر أن حزبه عنصر من عناصر الاستقرار بالبلاد بالتعاون مع الملك.

وتابع “نحن لسنا تيارا ثوريا انقلابيا  بل نحن تيار إصلاحي حقيقي يحاول الإصلاح بالتي هي أحسن وتدريجيا”.

وقال إن هذا المسار “أثبت أنه مسار جيد وإيجابي، وهو ما كان سببا في ثقة الناس في الحزب وإقبالهم عليه والتصويت له في الانتخابات وتصدرها منذ 2011”.

وأضاف بن كيران “قلتها للمغاربة أكثر من مرة وأعيدها اليوم؛ إذا كنتم تبحثون عن من يتخاصم مع الملك فابحثوا عن شخص آخر فأنا لا أصلح لكم لهذا الأمر”.

وأشار إلى أن هذا الموقف من الملكية بالمغرب “لا يعني أن لا يقع اختلاف مع الملك”، موضحا أن الاختلاف وارد لكن “تدبيره يجب أن يكون بالأدب اللازم والقواعد الملائمة”، مشددا على أن العلاقة مع الملكية “تحكمها أصول غير قابلة للمناقشة”.

ويقول مراقبون إن هذه التصريحات التي يطلقها بن كيران بين الحين والآخر بخصوص موقفه من الملكية، تهدف إلى خفض حدة التوترات مع المؤسسة الملكية.

وأعفى العاهل المغربي مارس الماضي بن كيران من تشكيل الحكومة وعين سعدالدين العثماني خلفا له.

واعتبر بن كيران أن صفة أمير المؤمنين التي يحوزها الملك في المغرب “هدية من الله”، وأن “السلطة الدينية لأمير المؤمنين ضرورية لمواجهة التأويلات والتفسيرات المنحرفة للدين التي ولدت داعش ومثيلاته”.

وليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها بن كيران تشبث حزبه بالملكية، حيث دأب على ترديد هذا الموقف بين الحين والأخر.

وفي غشت قال بن كيران إن“حزب العدالة والتنمية لن يتعارض مع الملكية، وإن فعل ذلك سنحله”، وأضاف “صحيح أننا رفعنا شعارات ضد الملكية في أيام الشباب، لكن ندمنا على ذلك، والله يسامحنا”.

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: