تجمع الساحل والصحراء: دعم مغربي ودولي وتجاهل جزائري
تتصاعد جهود التنسيق الفرنسي-الأميركي لدعم قوة دول الساحل الأفريقي الخمس التي بدأت مؤخرا أولى مهماتها العسكرية “هاو بي” على الحدود بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو لملاحقة التنظيمات الإرهابية. مقابل ذلك، تتجه القوى المغاربية أكثر نحو “الخصم المتبادل” بين أدوارها الإقليمية في الساحل والصحراء، عبر انتهاج سياسات متباينة من حيث الأهداف والتحركات، برغم ما تشكله المنطقة من امتداد جيوسياسي للمغرب العربي صار طارحا لتهديدات مشتركة كالإرهاب المتنقل والجريمة المنظمة وتهريب السلاح عبر الحدود الهشة.
انغماس فرنسي في منطقة الساحل والصحراء
منطقة الساحل باتت أكثر عرضة لانكشاف خارجي مع تغلغل القوى الغربية، وخاصة فرنسا والولايات المتحدة وصارت القوتان أكثر تنسيقا بين سياستيهما لتكريس النفوذ بالمنطقة.
فشل اتحاد المغرب العربي في توفير منصة مشتركة fلمواجهة التحديات بالمنطقة المغاربية، وبشكل أشمل الأفريقية. وأمست الدول المغاربية أكثر ارتباطا بتجمعات إقليمية فرعية في القارة.
ويبرز هذا التوجه أساسا من خلال سياسات المغرب والجزائر، فيما تبدو ليبيا اليوم غارقة في حربها منذ سقوط نظام معمر القذافي، وبالمثل تعيش تونس أزمتها الداخلية منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي، بالإضافة إلى تداعيات الأزمة الليبية عليها. أما موريتانيا فتبدو متذبذبة في مواقفها.
أخذ الدور المغربي يتوسع بصورة أكبر في الساحل والصحراء، في سياق سياسة الاشتباك الإيجابي مع أفريقيا، إثر العودة للاتحاد الأفريقي في يناير الماضي. وتجاوزت الرباط عائق قضية الصحراء في تفاعلات القارة، دون التخلي عن موقفها من الحكم الذاتي