المغرب يلعب دورا محوريا في خدمة أهداف الاتحاد الأفريقي

شدد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد خلال لقائه العاهل المغربي الملك محمد السادس على أهمية جهود المغرب لدعم السلام والاستقرار والتنمية في القارة. وتشير زيارة موسى فكي محمد، بحسب خبراء، إلى القيمة الهامة التي يمثلها المغرب ضمن أجندة الاتحاد الأفريقي في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية.

دور أساسي في تطوير القارة

استقبل الملك محمد السادس رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد الجمعة، الذي يؤدي زيارة بيومين إلى المغرب.

وأبرز مفوض الاتحاد الأفريقي، خلال لقائه الملك محمد السادس، الدعم الهام الذي تقدمه المملكة المغربية لأجندة السلام والاستقرار والتنمية في القارة منذ عودتها إلى الاتحاد الأفريقي في يناير الماضي.

وأشاد موسى فكي بعمل العاهل المغربي من أجل تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية، والتزامه بشأن قضية الهجرة داخل الاتحاد الأفريقي.

وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي، تم خلال لقاء رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بالعاهل المغربي استعراض التحديات المتعددة التي تواجهها البلدان الأفريقية فضلا عن الفرص التي يجب اغتنامها من أجل وضع القارة على طريق الإقلاع الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والاستقرار السياسي.

وقال محمد الخامس في رسالة وجهها إلى المشاركين في المؤتمر العالمي العاشر للسياسة، الذي تحتضنه مدينة مراكش بين 3 و5 نونبر الجاري، إن “قارتنا تتوجه بخطى ثابتة نحو الازدهار والرخاء كما أنها تعيش تحولات حثيثة وفق نموذج خاص بها وتفتح أبوابها أمام شراكات جد متنوعة”.

وأضاف “بذلك تتبلور معالم جديدة لأفريقيا باعتبارها قارة الخيارات وليس قارة الإكراهات”.

ويجري رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي مباحثات مع المسؤولين المغاربة بمناسبة زيارته إلى المملكة.

وأفاد الموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي بأن رئيس مفوضية الاتحاد سيتطرق مع المسؤولين المغاربة إلى العديد من القضايا ذات الصلة بالمخطط العشري الأول لتفعيل أجندة 2063 والمشاريع الرائدة التي تضمنها، بما فيها المنطقة القارية للتبادل الحر والسوق الجوية الأفريقية الموحدة تنفيذا لإعلان “ياموسوكرو”.

كما سيشمل برنامج الزيارة مناقشة مواضيع النهوض بالسلم والأمن، مع الأخذ في الاعتبار على الخصوص مساهمة المغرب في عمليات حفظ السلم بأفريقيا وتنفيذ برامج الاتحاد الأفريقي مثل البرنامج تنمية الزراعة الأفريقية بالنظر للانخراط الفاعل للمغرب في مشاريع تهدف إلى تحسين الإنتاجية الزراعية والنهوض بالأمن الغذائي بالقارة.

وقال مراقبون إن زيارة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، والوفد المرافق له، مؤشر إيجابي على الموقع المتقدم الذي يحظى به المغرب لدى أجهزة الاتحاد الأفريقي.

ويرى هؤلاء أن المكانة الدبلوماسية للمغرب ستعزز بعد عودته إلى المنظمة الأفريقية وإنهاء المرحلة التي سيطر فيها خصوم المملكة على هياكل الاتحاد لتمرير مغالطاتهم.

وأشار خبراء في العلاقات الدولية، لـ”العرب”، إلى أن ملف الصحراء المغربية سيكون في صلب أجندة زيارة موسى فكي محمد إلى المغرب لأول مرة منذ انتخابه رئيسا لمفوضية الاتحاد الأفريقي خصوصا بعد مباحثات أجراها المبعوث الأممي هورست كولر في أكتوبر الماضي بالمغرب.

وأكد الخبراء أن ملف الصحراء سيعرف انعطافة تخدم مقترح المغرب بمبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية ستتجاوز قطعا مطالبات بوليساريو بالانفصال.

وتأتي زيارة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي للمغرب في وقت أعلنت فيه القوة المشتركة الأفريقية عن انطلاق أولى عملياتها، بداية نوفمبر 2017، بالمنطقة الحدودية بين مالي والنيجر وبوركينافاسو.

ويرى متابعون أن هذا الأمر متعلق بما ستقدمه الرباط من دعم مالي ولوجستي لهذه القوة التي ستتكون من 5000 جندي، بحلول مارس 2018.

وبحسب الاتحاد الأفريقي يتطلع رئيس المفوضية إلى المباحثات التي سيجريها مع السلطات المغربية من أجل الاتفاق على ترتيبات تعزيز مساهمة المغرب في تنفيذ أهداف الاتحاد الأفريقي.

ويرى خبراء في استراتيجيات الدفاع والأمن أن مباحثات فكي محمد مع المسؤولين المغاربة ستناقش مهام المجموعة الأفريقية المشتركة، إذ لن تقوض القوة المجموعات الجهادية وتجار المخدرات والسلاح والبشر المنتشرة على طول شريط الساحل والصحراء والتي يصل نفوذها إلى البحر المتوسط دون التنسيق مع المغرب.

وأجمع هؤلاء، في تصريحات متفرقة ، على أن إطلاق القمر الصناعي المغربي في الأيام المقبلة الذي ستكون من مهامه مراقبة الحدود والساحل البحري سيعطي مركزا إضافيا للمملكة داخل الاستراتيجية الأمنية التي تقودها دول كبرى في منطقة الساحل والصحراء.

ويعمل المغرب على تعميق نفوذه الدبلوماسي والاقتصادي بالقارة السمراء وتوطيد قنواته السياسية مع دول القارة ما أثمر عودته إلى الاتحاد الأفريقي.

ويرى باحثون أن المغرب يستثمر بشكل ذكي التحولات الجيوسياسية والاقتصادية والديمغرافية التي تعيشها القارة الأفريقية والعالم للاستفادة منها على المدى المتوسط والبعيد وعلى عدة أصعدة.

وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في المغرب ناصر بوريطة، في تصريحات صحافية الجمعة، على الأهمية الكبرى التي يوليها المغرب لأفريقيا ولاستقرارها وتنميتها. وأشار إلى أن المملكة أضحت أول مستثمر في أفريقيا، في إطار التعاون جنوب – جنوب الفاعل والمتعدد الأشكال.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: