كتالونيا تفتح صندوق مشاكل أوروبا
الانفصاليون يهربون إلى الأمام من خلال التصويت البرلماني على الاستقلال عن أسبانيا والصدام بات حتميا بين حكومة أسبانيا وإقليم كتالونيا.
يجمع مراقبون على أن الصدام بات حتميا بين الانفصاليين الكتالونيين الذين أعلنوا من خلال تصويت برلمان كتالونيا عن انفصال الإقليم وتحويله إلى دولة مستقلة ذات نظام جمهوري، وبين الحكومة الاتحادية في مدريد التي منحها مجلس الشيوخ تفعيل المادة 155 من الدستور الذي يسقط الحكم الذاتي عن كتالونيا ويفرض وصاية على الإقليم بكافة مؤسساته الإدارية والقضائية والأمنية والإعلامية.
وفيما حاول الانفصاليون تقديم الحدث بصفته نصرا لقضية الكتالونيين فاحتشدوا في الشوارع فرحين، أظهرت الحكومة الإسبانية عزما، ومن خلال تصريحات رئيسها مارينو راخوي على تقويض جهود الانفصاليين وتفريغ قرار البرلمان الكتالوني من مضمونه.
وتقول مصادر إسبانية مطلعة إن الأيام المقبلة قد تشهد توترا إذا ما قررت مدريد استخدام القوة لفرض خضوع كتالونيا للسلطة الاتحادية.
وتضيف هذه المصادر أن الصدام بات حتميا وأن لا خيارات أخرى أمام راخوي الذي دعا الخميس الإسبان إلى الهدوء، متعهدا بأن تعيد مدريد ”سيادة القانون في كتالونيا”.
ولن تصبح كتالونيا “جمهورية” مستقلة بمجرد إعلان ذلك من قبل برلمانها، فالأمر يحتاج إلى أدوات قانونية واقتصادية ودبلوماسية، لا سيما لجهة الاعتراف الدولي بها.
ويرى دبلوماسيون أوروبيون أن الأمر لن يكون سهلا، خصوصا أن دول الاتحاد الأوروبي لم تعط أي إشارة بإمكانية منح الانفصال الكتالوني أي تغطية سياسية.
وعلق رئيس المجلس الأوروبي على إعلان انفصال كتالونيا بأنه “لم يتغير شيء بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وأن إسبانيا لا تزال الجهة الوحيدة التي نتحاور معها”.
وتؤكد مصادر أن العواصم الأوروبية ستشجع حكومة مدريد على مواجهة هذا الاستحقاق الخطير بحكمة ورويّة تحاشيا لأي أعمال عنف كتلك التي شهدها اليوم الذي جرى فيه الاستفتاء في كتالونيا.
ونقل عن مصادر في كتالونيا تخوفها من صدامات داخل الإقليم نفسه بين الانفصاليين والاتحاديين. وتقول هذه المصادر إن تصويت برلمان كتالونيا جاء في غياب الأحزاب الرافضة للانفصال بما يشكل غيابا لنقاش برلماني حقيقي. وتضيف أن تدخل الحكومة المركزية في مدريد قد يصبح مطلبا شعبيا كتالونيا لتحاشي سقوط الإقليم في حرب أهلية داخلية.
ويرى محللون محليون في كتالونيا أن الانفصاليين هربوا إلى الأمام من خلال التصويت البرلماني على الاستقلال قبل ساعات من تصويت مجلس الشيوخ في مدريد، وأن رئيس الإقليم كارليس بيتشديمون سعى للظهور بصفته بطلا مستبقا قرار مدريد المتوقع بإقالته وربما اعتقاله.