لماذا فشلت الجزائر في إفريقيا ؟

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2013-12-08 13:20:46Z | | ÿSyªÿ_ƒ¹ÿjŒÆÿFØ?Ÿ

 

النظام الجزائري لا يملك إطلاقا أي برنامج أو رؤية يمكن أن تفعل العلاقات الأفريقية – الأفريقية وتؤدي بالتالي إلى تحقيق الاستقرار الأمني للقارة، وتعطي زخما لتقدمها المعرفي والاقتصادي والتكنولوجي والثقافي والإعلامي.

 

تتميز السياسة الجزائرية تجاه الفضاء الأفريقي بالنزعة الفردية حينا، وبالنرجسية المثبتة حينا آخر، وهي في العموم تطبيق حرفي لثقافة “تسيير الأزمات” بدلا من ممارسة لسياسات أفريقية مشتركة تتم في إطار ما يصطلح عليه بالجماعية الأفريقية.

ففي هذا الأسبوع، مثلا، صرح وزير الخارجية الجزائري السيد عبدالقادر مساهل قائلا إنه يخشى من تغلغل مسلحي تنظيم داعش في الساحل الأفريقي بعد إلحاق الهزيمة النهائية بهم في سوريا والعراق، ولكنه لم يعلن عن توفر أي خطة جزائرية لمواجهة مثل هذا الموقف ذاتيا أو في إطار الاتحاد الأفريقي أو الاتحاد المغاربي.

وفي هذا الأسبوع أيضا قامت السلطات الجزائرية بالقبض على 600 أفريقي نيجيري بمدينة تيزي وزو، وعلى نحو متزامن فقد اتخذت قرارا بترحيلهم إلى بلدهم. علما أن هؤلاء وغيرهم من الرعايا الأفارقة قد دخلوا إلى الجزائر بطرق سلمية وعادية وفي إطار اللجوء السياسي الشرعي المعترف به دوليا. وفي الحقيقة فإن الأفارقة الذين هربوا من بلدانهم بسبب الحرب بالدرجة الأولى، أو بسبب الأزمة الاقتصادية بالدرجة الثانية، لم يجدوا أي معاملة متحضرة من طرف النظام الجزائري وبالعكس فقد عوملوا معاملة سيئة، حيث أنهم تركوا للجوع والعراء في القرى المجاورة لمدينة تيزي وزو وفي المدن والقرى الجزائرية الأخرى سواء في جنوب أو شمال أو غرب أو شرق أو وسط البلاد.

وبهذا الخصوص فإن المراقبين السياسيين والاجتماعيين، وكذا الجهات المهتمة بأوضاع اللاجئين الأفارقة في الجزائر، قد لاحظوا أن هؤلاء اللاجئين لم يستفيدوا من الأموال التي يفترض أن الجمعيات الخيرية ومؤسسات غوث اللاجئين قد خصصتها لهم إلى جانب مخصصات المصالح المسؤولة بمنظمة الأمم المتحدة المعنية في العرف الدولي بتوفير الظروف المادية والنفسية المناسبة لهم وكذا حمايتهم من كل أنماط الجوع والتشرد والمرض.

وفي هذا السياق تفيد روايات حقيقية لشهود عيان أن اللاجئين الأفارقة، نساء ورجالا وأطفالا، قد تحولوا إلى متسولين رغم أن القوانين والأعراف الدولية تمنع ذلك، وترفض كل ما يمس بكرامة الإنسان اللاجئ. يبدو واضحا أن هذا السلوك السلبي تجاه اللاجئين الأفارقة هو ابن شرعي للسياسات الجزائرية التي تدير الظهر للقارة الأفريقية منذ سنوات طويلة جدا.

وفي الواقع فإن فشل الجزائر في بناء علاقات جادة ومثمرة مع القارة الأفريقية، في جميع الميادين الاقتصادية والثقافية والفنية والسياحية والأمنية، أمر لا يخفى على أي ملاحظ سياسي وطني أو أجنبي، وجراء ذلك فإنها لم تتمكن من اكتساب أي مكانة متميزة في الوجدان الأفريقي وخاصة لدى الأجيال الجديدة التي لم تعاصر عهود تضامن حركات التحرر الأفريقية ضد الاستعمار الأوروبي. والعجيب في الأمر أن الجزائر الرسمية توظف الانتماء الأفريقي في اللعب السياسي التعسفي فقط لتحقيق أهداف ضيقة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: