عازبات في المغرب و مطلقات في بلدان الإقامة
.
الطلاق ليس بالأمر الغريب على أي مجتمع، لكن الملفت هو ازدياد حالات الطلاق بين المغربيات بأوروبا .حيث هناك من تطلب الطلاق بمجرد وصولها الى دول المهجر أو ترفض التحاق زوجها بها. فما الذي يدفع بعض المغربيات إلى اتخاذ قرار الانفصال؟
مع غياب أي معطيات أو إحصائيات دقيقة لعدد حالات انفصال المغربيات عن أزواجهن، تبقى هذه الحالات أمراً مقلقاً من وجهة نظر بعض الجمعيات التي تهتم بملفات الجالية المغربية من خلال تواصلها معهم ومرافقتها لهم. فقد تم رصد حالات متعددة لطلب الانفصال بمجرد الوصول إلى أوروبا، ناهيك عن حالات رفض زوجات القيام بإجراءات لم الشمل لأزواجهن.
تقول رشيدة (42 عاماً) وهي تتأمل خطوط كفها بعينين دامعتين: “صدقته لكنه ضحى بي ليتزوج صديقته، حيث علمت بزواجه في نفس اليوم الذي ركبت فيه مع ابنتي التوأم ما يطلق عليه زورق الموت، و هو قارب مطاطي كان على مثنه 75 شخصا”. تضيف رشيدة “الفقر والأوضاع في المغرب أجبرتني على أن أطاوع زوجي و أغادر من دونه إلى أوروبا حيث يقيم ابني محمد (26 عاماً). رفضت الفكرة في البداية طبعا خصوصا بعد 26 عاما من الزواج، إلا أنني استسلمت في النهاية. بعد وصولي إلى بلجيكا ازداد ارتباطي بزوجي أكثر رغم البعد، كان يهديني كل صباح عبر واتس أب أغاني حب و يعدني بأن يلتحق بي”.
ربما تكون حالة طلاق رشيدة نهاية حتمية بسبب “الخيانة” التي أحست بها، خصوصا أنها ترى تواجدها في بلجيكا مصدر قوة لها. في المقابل اختارت “م.هـ.” وهي شابة مغربية (23 سنة) الانفصال عن زوجها بمجرد وصولهما إلى بروكسيل “بعد وصولي أنا و زوجي إلى بلجيكا نزلنا في أحد الفنادق المغربية وسط بروكسيل . زوجي شاب وسيم كما يقول الجميع، لكنه عنيف. لم أكن اهتم كثيرا بعنفه لأني كنت أراه جزءا من حياتنا الاجتماعية وتكويننا الثقافي، بل كنت أرى عنفه من سمات رجولته”. تضيف “م.هـ.” بأنهما تزوجا قبل أربع سنوات بشكل تقليدي كما هو سائد في المغرب . وتتابع “خلال رحلتنا الى اوروبا أصبح أكثر عنفا. لكن في بلجيكا ومباشرة بعد إقامتنا اختلف الوضع بالنسبة لي، حيث تعرفت على شاب مسلم لا أحب ذكر جنسيته، كان يراعي شؤوننا ، لم أكن أدرك أن هدوءه وسعة صدره قد تجعلني ارتبط به عاطفيا”. وتقول بأنها شعرت بالقرب منه “بشكل غريب” فقررت الانفصال عن زوجها. وتستدرك القول بأن “المسألة ليست سهلة طبعا، لكني كنت حازمة في موقفي وطلبت نقلي إلى مكان آخر بعيدا عنه. سأتزوج من جديد و أظن أنه من حقي أن أكون سعيدة. احتفلت بانفصالي بطريقتي، حيث رميت خاتم زواجي في المرحاض لأودع جميع أحزاني”
و المخيف في الأمر هو أن هناك صعوبة في إيجاد زوج آخر في ظروف كالتي تعيشها الجالية المغربية ، فصعوبة المساطر التي يتبعها بلد الإقامة للموافقة على الزواج تجعل المرأة او الرجل يفكران مليا قبل الارتباط بشخص دون وثائق الإقامة او محاولة التزوج في المغرب .لتتوسع دائرة المشاكل و المصاريف و انعدام الوقت لتربية الاطفال .