زواج الفاتحة في المغرب.. قصص صادمة لمغاربة اتخذوا الدين مطية لتصريف شهوتهم

شاءت الأقدار أن يجري الشر على لسان أهل الخير، وأن يلبس الباطل لبوس الحق بتوظيف شبه واهية لا يقبلها سليم العقل سوي

الفطرة فضلا عن مسلم له في مراجعه الدينية ما يحول دون صنعه.

كلمتان يتيمتان يتمتا معهما أطفالا وفككت أسرا وعوائل، « زوجتك نفسي » أو ما ماثلها من قبيل ـ »ملكتكنفسي » ، « أنكحتك نفسي » ، أو « أعطيتك نفسي » كلها عبارات خلطت الطهر بالعهر وجعلت النكاح سفاحا،ففجرت متعة جرت معها ألف حسرة ولذة وأرت خلفها ألف عبرة.

كذبة اختلقها، وشبهة افتراها وأعانه عليها جهله وشهوته، زادها  قليلا من الآيات القرآنية المتأولة و نمقها ببعض الأحاديث الموضوعة ، ثم قدمها في طبق من ذهب رفقة كلمات معسولة عساه يكسب ودها، فتهبه نفسها.

هم في الغالب شباب وشابات، اختاروا في زمن تعقد الحياة الاجتماعية، وغلاء المعيشة، وتناسل الملذات والمغريات،  وتراجع  نسب الزواج في أوساط الشباب خاصة في أوساط الجالية المغربية، اللجوء إلى حل بديل وجدوه أيسر وأسهل ، مخافة  الوقوع  في الزنى_ على حد زعمهم_ فاتفقوا اتفاقا شفهيا  مصاحبا بشيء المال لمدة مؤقتة،  ينتهي النكاح بانتهائها  من غير طلاق،  دون وجوب نفقة ولا سكن، ولاتوارث يجري بينهما إن مات أحدهما قبل انتهاء مدة العقد.

اجتماع الجهل والشهوة كافيان لإقناع الشاب الشابة بأن ربهما يبارك مثل هذا الزواج المشروع كما أن النبي صلى الله عليه  وسلم  أجازه،ليبدأ الاثنان حياة زوجية تنتهي غالبا بمشاكل لا أول لها و لا آخر. والضحية هم الأبناء الذين يتحولون  في نظر  القانون  و المجتمع  إلى  » أبناء زنا « ، وذلك لعدم ثبوت الزوجية وغياب عقد شرعي قانوني.

بين أحضان جمعية تعنى بشؤون « الأمهات العازبات » وتحت ظل أشجار العرعار، وسط ساحة شاسعة يرشقها نسيم  حرية  مفقودة، يتجمع عدد غير يسير من النساء،  ضربت عليهن  المسكنة،  وثقلت بأقدامهن قيود الذل،  أشباح صفر الوجوه منهكة القوى،  ذابلة  الأعين، يلبس كل منهم ما قدر عليه، ليست هذه كائنات حية تعيش في عصر تحرك فيه  الجمادن نساء لفظهن  رحم الزمن  منذ  مدة، فاستكن إلى ركن قصي من العالم يواسي بعضهن بعضا،تجمعهن وحدة الحال ووحدة الشعور بالإختلاف عن أمهات أخريات، كلهن عازبات وإن تعددت حكاياتهن،عازفات عن الخوض في تفاصيل تجارب حفرت في قلوبهن آثار جراح لم تندمل، نادرة هي الحالات التي تقبل الحديث عن  ماضيها الأليم،  وإن حدث ذلك، فمقابل شروط تعجيزية  تفقد الكلام معناه، وتبهم حروف الدرس المستفاد منه ، اللهم منقبات بأسماء مستعارة لا تجدن حرجا في البوح بتفاصيل قصصهن.

 في أوروبا لا تزال هذه الظاهرة من الطابوهات المسكوت عنها ولا تزال حبيسة صدور النساء اللواتي خضن هذه التجربة،  جل الجمعيات  التي  اتصلنا بها والتي تهتم  بهذه الفئة من النساء رفضت أن تتم مقابلة حالات منهن ولو بوجه غير مكشوف  وأسماء مستعارة،  بدعوى  أن الموضوع يكتسي طابعا سريا كبيرا، إلا أنهم أفادوا بأن الأمريتعلق غالبا بنساء مطلقات  يعوزهم الفقر ويحول بينهم وبين الزواج

 الشرعي الذي تتحكم فيه السلطات  فيلجؤون إلى هذا النوع من الزواج لتجنب  الوقوع في الزنى،والضحية غالبا  ما تكون  هي  الأنثى ،    فالدافع مادي بالأساس قبلأن يكون عقديا.

لا توجد إلى حد الآن أي إحصائيات دقيقة أودراسات تحيط بالظاهرة وتكشف عن أسبابها إلا أن الأوساط الشيعيةتبقى الأكثر إقبالا

عليه، فهو زواج سري متكتم عليه في أوروبا ، نظرا لمحاربته من قبل الدولة والمجتمع، حتى المجتمع الشيعي  نفسه يرفضه  ضمنيا  للعواقب والأسباب الوخيمة المترتبة عليه والتي عايشوها، فهو ينتشر في الأوساط المتدينة بالنسبة للرجال،  وتقبل عليه الأرامل  والمطلقات أكثر.

زواج يعتبر واقعا لا يرتفع ومشكلا عميقا ينخر آلاف الأسر المغربية، إذ تقدر مؤسسة « إيطو » لإيواء وإعادةتأهيل النساء ضحايا العنف أن 91 في المائة من الزيجات غير موثّقة لدى الجهات الرسمية، تدخل في إطار هذاالنوع المسمى « زواج الفاتحة« .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: