مصدر أمني: الإخوان يعملون من أجل السيطرة على مسلمي كاتالونيا
بعد أن بات الإخوان المسلمون محاصرين في ملاجئهم الأوروبية التقليدية ومحاربين في البلدان العربية ومحظورين في مسقط رأسهم، حولوا وجهتهم نحو أراض جديدة يستثمرون فيها أموالهم وينشرون أيديولوجيتهم ويستقطبون أنصارا جدادا. ومن بين هذه الوجهات التي يجري التركيز عليها بعض المناطق في إسبانيا، التي ترتبط عن العرب والمسلمين بذكرى الأندلس، وتعتبر أحد المواضيع المفضلة في أدبيات الإسلاميين، بمختلف تنظيماتهم وأطيافهم. كانت البكائيات على أطلال الفردوس المفقود أحد الأبواب لاستمالة الشباب المسلمين، في إسبانيا وغيرها. لكن، اليوم لم يعد ذلك الحديث يؤت أكله ولم يعد هناك من سينطلي عليه أو يصدقه كما أن حاجة الإخوان أكبر من أن يستقطبوا بضعة عناصر من خلال هذا الخطاب. المطلوب اليوم بالنسبة إليهم أجيال جديدة يتم استقطابها من خلال الحديث بلغتهم وعبر المدارس. المسلمون اليوم قلقون من تداعيات الهجمات الإرهابية، وهم يحتاجون خطابا يهدئهم لا أدبيات واهية تزيد من حالة التشنج. توجه الإخوان في بحثهم عن أرضهم الجديدة إلى إقليم كاتالونيا حيث الحكومة منشغلة في قصة الانفصال.
الحضور الإسلامي في برشلونة لا يستهان به
يرفع تنظيم الإخوان المسلمين من حضوره تدريجيا في إقليم كاتالونيا الإسباني، ضمن إستراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى التوسع على حساب بيئة إسلامية ظلت محافظة على تقاليدها السلفية منذ عقود.
لكن هذا التوسع بدأ مؤخرا يلفت انتباه رجال الأمن، الذين رصدوا تكثيفا مريبا لأنشطة وتجمعات تهدف إلى اختراق الجالية المسلمة أيديولوجيا، وتقوم على تدفق كبير لأموال يكون مصدرها خارجيا في الغالب.
وقال مسؤول كبير في وحدة الإستخبارات المسؤولة عن مكافحة الإرهاب في الشرطة الكاتالونية لـ”العرب” إن “السلفيين ظلوا محافظين على سيطرتهم على الجالية المسلمة طويلا، لكن نفوذ الإخوان المسلمين بدأ يتنامى مؤخرا”.
وأضاف المسؤول، الذي رفض الإفصاح عن هويته، “رصدنا جمعيات ومنظمات دولية ترسل أموالا لكيانات تابعة للإخوان. من هذه المنظمات الدولية “هيئة الإغاثة الإسلامية”، التي بدأت مؤخرا في التكثيف من فعالياتها من أجل جمع التبرعات”. وأكد أن “جهات أخرى ترسل دعما للإخوان في برشلونة”، لكنه رفض الإفصاح عن هوية هذه الجهات، أو وجهتها.
وقال مصدر دبلوماسي في مدريد إن “التنظيم الدولي للإخوان المسلمين يحاول بهدوء نقل الكثير من الأصول التي يملكها، في فرنسا خصوصا، إلى إقليم كاتالونيا، بعد ممارسة الحكومة الفرنسية ضغوطا كبيرة على قادة التنظيم، وعلى الحكومة القطرية، من أجل خفض مستوى الدعم المالي والاستثمارات في أنشطة التنظيم في أحياء باريس المهمشة“.
وأكد المصدر الدبلوماسي أن “الحكومة الفرنسية أرسلت تحذيرا إلى السفارة القطرية في باريس من تمادي الاستثمار في الشريحة الفقيرة من الجالية المسلمة لأهداف أيديولوجية”.