ما هي أسباب تعفن لحوم أضحيات بالمغرب؟

جدل تعفن لحوم أضحيات يستمر بالمغرب.. شروط الذبح والتبريد أم أعلاف مغشوشة؟
صور أرسلها مواطن مغربي لشبكتنا، متحدثا عن أنها تبين تعفن أضحيته

لم يتوقف بعد الجدل الدائر حول ما ترّدد عن “تعفن” أضحية العيد بالمغرب، إذ اختلف العديد من المتدخلين في الجهة التي تتحمل المسؤولية، بين من رأى أن الأعلاف التي قدمت لبعض قطعان الماشية لأجل تسمينها بشكل سريع هي السبب، وبين من أرجع المسؤولية إلى ظروف السلخ والذبح والتبريد.

المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (اونسا)، وهو الجهة العمومية المكلّفة بفحص المواد الغذائية، عاد في بلاغ جديد إلى الحديث عن تزامن العيد هذا العام والعام الفارط مع حرارة موسم الصيف، وأن هذا المناخ إذا تزامن مع عدم احترام شروط النظافة عند تهييئ الأضحية وتخزين اللحوم، فإن ذلك يؤدي إلى التكاثر السريع لبعض أنواع البكتيريا بداخل وخارج الذبيحة.

وقال المكتب إن التحاليل المخبرية التي أجراها على العينات المأخوذة من بعض الأضاحي مكنت من رصد جراثيم تعفنية تنتمي إلى عدد كبير من بكتيريا الجهاز الهضمي التي توجد لدى جميع الأضاحي، لكنها قد تمر إلى لحم الذبيحة مباشرة بعد الذبح وتستمر في التكاثر كلما وجدت الظروف الملائمة لذلك خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، تبلل السقيطة بالماء، التأخر في التبريد.

ونفى المكتب أن تكون الأعلاف هي السبب، متحدثا عن أن تسمين أضاحي العيد يتم بالطريقة نفسها التي تحضّر بها الماشية الموجهة للمجازر وبالأعلاف نفسها، لافتا إلى برنامجا خاصا بمراقبة متبقيات الأدوية والمنشطات في لحوم الغنم والماعز والبقر استنتج خلو عينات اللحوم التي خضعت للتحاليل المخبرية من متبقيات هذه المواد، كما أورد المكتب أنه لم يستقبل سوى 670 شكاية تهم تعفن لحوم الأضاحي، من أصل 5.5 مليون أضحية ذُبحت في العيد.

من جانبها، أرجعت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب في بيان لها نشرته وسائل إعلام مغربية، انبعاث روائح كريهة من لحوم الأضاحي أو اخضرار لونها إلى “استعمال طرق غير مشروعة في التسمين”، متحدثة عن أن تعفن الأضاحي تكرّر بالبلاد للسنة الثانية على التوالي وبحدة أكبر ممّا يعني “تطوير مافيات مستثمرة في هذا المجال لأساليبها في تسمين المواشي بطرق غير مشروعة قصد جني ربح سريع ولو على حساب صحة وحياة المواطنين “.

وتابعت الكونفدرالية أن “تعفن لحوم أصبح يقتصر على مناسبة عيد الأضحى، ممّا يعني استخدام جهات إجرامية لمواد كيماوية على شكل أدوية بيطرية بطريقة غير مشروعة لأجل التسمين، خاصة مع الرقابة على بيع الأدوية البيطرة، إذ يمكن شرائها خارج الصيدليات”.

وطالبت الكونفدرالية بفتح “تحقيق شامل واستنفار من لدن وزارة الصحة واسترجاع كل الأدوية البيطرية لصرفها وجوبا على مستوى الصيدليات لتشديد الرقابة على صرفها للمعنيين بواسطة وصفات طبية بيطرية، حفاظا على سلامة المواشي وتفاديا لمثل هاته الممارسات المشينة التي تعرّض صحة وحياة المواطنين في خطر”.

تحميل المسؤولية للعلف ظهر كذلك في تصريحات صحفية لعدد من الأطباء البيطريين الذين تحدثوا عن وجود عمليات غش في تسمين بعض الأضاحي، وهو ما أكدته أجمعية مربي الأغنام والماعز، عندما تحدثت في بلاغ لها عن وجود متطفلين على القطاع يقومون بتغذية الخرفان بطريقة غير ملائمة، إلّا أن الجمعية قالت إن هذه الحالات قليلة للغاية، وإن مجمل الأضاحي التي عُرضت في الأسواق كانت في حالة صحية جيدة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: