تعفن أضحية العيد يزيد من تأزم وضعية الفقراء بالمغرب

‎اشتكى مواطنون، في الأيام الأخيرة التي تلت العيد، من إصابة أضاحيهم بعد ذبحها بنوع من التعفن غير معلوم المصدر، واضطر الكثير منهم للتخلص من لحومها. وانتشرت في العديد من مناطق الوطن و خارجه حالات متشابهة لهذه الإصابات، بشكل جعلها تتحول إلى ظاهرة لم يسبق لها، بحسب مختصين، أن حدثت في المغرب  .

‎ قدم عدد من المواطنين، أمس، في اتصال بـ”أخبارنا الجالية”، شكاوى متشابهة تتعلق بظاهرة غريبة حلت بأضاحيهم في اليوم الثالث من العيد، بحيث اضطروا لرميها. وتتقاطع هذه الشكاوى مع صور ومناشير وضعها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر حالات تعفن للأضاحي في عدة مناطق بالمغرب و خارجه حيث فرنسا و بلجيكا و عدة دول عربية كذلك عرفت هذه الظاهرة .

‎وقال المواطنون المشتكون إن لحوم أضاحيهم في اليوم الثالث للعيد بعد تقطيعها، قد تحول لونها من اللون الأحمر القاني إلى الأخضر، مع إفرازها رائحة كريهة جدا تجعل تناولها مستحيلا. وتساءلوا عن السبب الذي أدى إلى إصابة اللحوم بالتعفن، على الرغم من احترامهم شروط التبريد بوضعها في الثلاجات وتحت درجات حرارة منخفضة للغاية، تصل أحيانا إلى التجميد.

‎ فهذه القصص عن تغير لون اللحم ورائحته ليست معزولة، ولكنها أصبحت ظاهرة شملت المئات من العائلات وفي مناطق متفرقة من البلاد .

‎لهذا طالب العديد من المواطنين بفتح  تحقيق عاجل يكشف ملابسات ما جرى لأضحيات هذا العام. و هناك إحتمالات  بأن حالات التعفن المسجلة ليست جرثومية وإنما كيميائية”، أي أنها تتعلق بإطعام الأكباش مواد قد تسبب هذا النوع من المرض، مسجلا أن هذا النوع من التعفن الجماعي للأضحيات يعد سابقة قياسا للأعوام الماضية التي انتشرت في بعضها أمراض للخرفان ولكن ليس بهذا النوع والكم.

وقد تعددت الاتهامات بين مختلف الأطراف، فالعديد من المواطنون يؤكدون أنهم احترموا شروط التبريد، في حين وجه البعض أصابع الاتهام لمربي المواشي لاحتمال إضافتهم جرعات زائدة من المكملات الغذائية لعدد من رؤوس المواشي، ليبقى المواطن في حيرة حول المسؤول عن خسارته لأضحيته ويتساءل عن مدى صلاحية لحومها للأكل.

و قد ربط العديد من الأطراف والأخصائيين تعفن لحوم الأضاحي في ظرف يومين فقط من ذبحها، بحادثة العام الماضي، متوقعين نفس النتائج التي خلصت إليها التقارير و الفحوصات  في عيد الأضحى 2016، والتي كشفت بالإجماع على أن جرعات زائدة من المكملات الغذائية أضيفت إلى الأعلاف، بهدف تسمين الأضاحي في وقت قياسي، وبيعها بأغلى الأثمان، الأمر الذي أدى إلى تعفن اللحوم وفسادها.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: