تآمر قناة بلجيكية على المهاجرين المغاربة و على المغرب

تثير ممارسات قناة ” BEL RTL” البلجيكية ومواقفها تجاه المهاجرين و المغاربة خصوصا خلال السنوات الأخيرة تساؤلات كثيرة وخطيرة لدى الأوساط السياسية والإعلامية و الإسلامية المتابعة للأحداث في المنطقة.
ولهذه التساؤلات حول دور وعلاقات القناة البلجيكية ما يبررها على أرض الواقع، إذ أنه قبل من شهر حاولت القناة تشويه صورة المغرب سياحيا و أمنيا حيث أعلنت “BEL RTL ” عن تخصيص فقرة مطولة لنشرة إخبارية تركز اهتمامها على المستجدات في المغرب كما لو أن هذه البلد لا يمثل جزءا من خريطة العالم . ( قضية تيمرمانس بأكادير ) هذا التزامن الغريب بين التركيز على الأحداث بالمغرب ( حراك الريف ) و تشويه صورة المغاربة المقيمين ببلجيكا أثار تساؤلات جدية حول وجود خيوط علاقة ما بين القناة و سياسات متطرفة ، تساؤلات عززتها عشرات الأشرطة المسجلة تنفرد القناة ببثها حصريا تحت يافطة السبق الصحفي.
وإذا ما حاولنا استقراء الأحداث نلاحظ بكل يسر أن BEL RTL أظهرت حماسا شديدا في نشراتها الإخبارية وبرامجها الحوارية لتوظيف هذا “التزامن” الغريب وانتهجت خطا تحريريا خصص جانبا كبيرا من النشرة على حي مولمبيك ببروكسيل لأنشطة تنظيم داعش بل وروّجت لأفكار ومواقف ومخططات ضد المسلمين و المهاجرين المغاربة .

ولا تختلف طريقة تعاطي “BEL RTL ” مع منطقة المغرب العربي عن طريقتها في التعاطي مع الأحداث في المغرب حيث دأبت وجندت كل جهودها من إمكانيات وإعلاميين وصحفيين ومتحدثين وخبراء متخصصين لإضفاء صبغة “جهادية” مزعومة ومفضوحة على المهاجرين المغاربة .
إن المتابع لقناة”BEL RTL ” يلاحظ أنها تحولت إلى أداة لتشويه التجارب العربية الناجحة. كما تحولت إلى وسيلة للكيان الصهيوني من خلال فتح المجال واسعا أمام الإسرائيليين تحت مسميات “محللين” و”خبراء” بل وخبراء عسكريين”.
أما تعاطي قناة “BEL RTL ” مع الشأن المغربي فإنه يستدعي التوقف والاستغراب حيث لا تذكر القناة المغرب إلا بسوء في محاولة يائسة لتشويه صورة بلد عربي يعدّ نموذجا في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
غير أن تحامل القناة البلجيكية ومحاولة تضليلها للرأي العام فاشلة مسبقا فالمغرب الآمن والمستقر عصي عن أجندة BEL RTL .
‎نعم، المغرب عصيّ على قناة ‘BEL RTL “، عصية على أجندتها وعلى محاولاتها اليائسة لتشويه صورة البلد الذي ينعم بالأمن والاستقرار والنماء.
المغرب الذي تصنفه اليوم المؤسسات الإقليمية والدولية في مراتب متقدمة ومشرفة في مجالات دقيقة وهامة مثل التنافسية الجملية للاقتصاد والاستقرار السياسي وحياد الإدارة وشفافية القرارات وثقة المواطنين في القرارات الحكومية، يتمتع بصورة مشرقة تعجز قناة البلجيكية وطاقم تحريرها على تشويهها مهما جنّدت نفسها لقلب الحقائق وتزييف الواقع ومهما أمعنت في الإصرار على الافتراء و التضليل .
إنها تجرّدت من أبسط شروط الموضوعية المهنية وأخلاقيات العمل الصحفي لتركب أحداثا عادية تحدث في أي بلد بما في ذلك البلدان المتقدمة وتستغلها من أجل تضليل الرأي العام من خلال التكرار الممجوج لنفس الافتراءات ونفس الصور دون أن تشير إلى مصادرها ودون أن تتثبّت من صحتها.

فقد فقدت هذه القناة مصداقيتها لدى المشاهدين المهاجرين العرب ببلجيكا بعد أن افتضح أمرها وتحولت إلى بوق دعاية فجّة للظلاميين و العنصريين والفوضويين والانتهازيين المتمعشين .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: