الأعراس الصيفية في المغرب توائم بين التقليد والمعاصرة
لا تزال العديد من العادات والتقاليد متوارثة في أعراس الشعب المغربي رغم دخول بعض المظاهر العصرية في الأفراح وخاصة لدى الطبقات الغنية والمتوسطة، ومن هذه التقاليد من يراها غريبة بل باعثة على الضحك وخاصة من أهل المشرق مثل هدية قوالب السكر التي يصل وزنها بالكيلوغرامات
ليلة الحنة ولمة الصديقات
الرباط – العرس في المغرب سلسلة من الحلقات منها الخطوبة وليلة الحناء وعملية الدفوع قبل ليلة الدخلة وهي عملية تقديم هدايا مالية للعروسين لمساعدتهما على تكاليف العرس، وكذلك هدية قوالب السكر التي يحملها أقارب العريس إلى العروسة في الخطبة، وتختلف هذه العادات من منطقة إلى أخرى، فالعرس الرباطي يختلف عن العرس الفاسي والعرس في المناطق الجنوبية، لكن بعض المظاهر العصرية للعرس بدأت توحد احتفالات الزواج في كل المملكة.
وتبدأ تحضيرات العرس عند أول لقاء بين أهل العروسين، ويتم الاتفاق على كل التفاصيل من شبكة وملابس العروس وحفلة العرس وما إلى ذلك من جزئيات صغيرة وكبيرة.
عادات لا يعرفها المشارقة
بعد موافقة أهل الفتاة على الشاب الذي تقدم لخطبتها، يقدم الخطيب هدية لخطيبته تتكون من كسوة وسكر وحناء، بالإضافة إلى بعض أنواع الطعام.
ويعتبر السكر ركنا أساسيا في هدية العروس، لا يزال جميع المغاربة يحرصون على هذا العرف مهما اختلف المستوى المادي والاجتماعي لأهل العريس.
ويشترط أن يكون وزن قوالب السكر ما يساوي 64 كيلوغراما، وإذا نقص الوزن أو زاد كان ذلك فألا سيئا. وعندما يرفض أهل الخطيبة الخطيب تعاد قوالب السكر إلى أهل الخاطب، وهذا يعني رفض أهل البنت زواج ابنتهم من المتقدم لها.
ومن العادات الأخرى التي يراها المشارقة غريبة، حمل العروس على هودج يسمى في المغرب عمارية، ويطوف حوله راقصون يرتدون الزي التقليدي المغربي، ويعود أصل هذه العادة إلى فترة ما قبل دخول الإسلام حيث كان الأفارقة والأمازيغ يحتفلون بعروسهم بهذه الطريقة وكأنها غنيمة اجتهدوا في الحصول عليها.
رقصة العروس
وتعزف للعروسين في زفتهما فرقة موسيقية شعبية تسمى “الدقاقية” فتعلو أصوات طبولهم وأهازيجهم الدارجة إلى الهزيع الأخير من ليلة العرس.
ومن العادات الغريبة والتي لا تزال حاضرة في حفل العرس المغربي وخاصة في الرباط، كسر بيضة على رأس العروس أملا في أن تكون المرأة ولادة كثيرة النسل. وفي البوادي المغربية تقوم عائلة العريس بتحضير طبق وريقات الحناء المجففة، وفوقه بيض الدجاج ليكون ضمن الهدايا التي تحمل للعروس، حيث تطلي العروس أطرافها بالحناء قبل الدخلة، وفي الصباح تقوم بسلق البيض لتأكله مع العريس أملا في أن تكون حياتهما سعيدة ويرزقا بالذرية.
وعلى الرغم من تنوع هذه العادات واختلافها من منطقة إلى أخرى، إلا أنها بدأت تتوارى في المدن مع مرور الأيام لتبقى الأرياف والقرى محافظة على هذه العادات التي تميز المغرب عن الشعوب الأخرى.
في يوم الحناء تستعد عائلة العروس لاستقبال ما يسمى “بالدفوع” وهو عبارة عن هدايا العريس لعروسته وهي أطباق محملة بالأثواب ذات الألوان الزاهية لخياطة ألبسة العروس التي ترتديها ليلة العرس مع أقمشة أخرى لخياطة الجلباب، إضافة إلى الأحذية وملابس النوم والملابس الداخلية والعطور وأكياس من الحناء والحلويات، فضلا عن الذبيحة التي تكون حسب المستوى المادي للعروس.
وفي الليل تأتي “النقاشة” لتزيين كفي العروس، وقدميها بنقوش جميلة وطلاسم خاصة لمنع الحسد، والنظرات الشريرة وأعمال السحر.
وفي صباح يوم الزفاف يقوم أهل العريس بحجز حمّام عمومي للعروس، فيزين ويعطر، ويبخر، وتوقد فيه الشموع لاستقبال العروس التي تصحبها إلى الحمام أمها وأخواتها وقريباتها وجاراتها وصاحباتها. وتستقبل فيه العروس وموكبها بالبخور، والزغاريد والشموع، وترديد الصلاة على الرسول الكريم، وتعلو أثناء ذلك الأهازيج والأغاني وسط رقصات صديقات العروس.
التريتور
مع تسارع نمط الحياة وخاصة في المدن بدأت عادة أهل العريس والعروسة في الاهتمام بطبخ أشهى المأكولات للضيوف تتلاشى، فبعد أن كانت النساء من أقارب العريس وجاراته يتنافسن على إعداد المأكولات المغربية التقليدية أوكلت هذه المهمة لمتعهد الأعراس الذي يهتم بكل تفاصيل العرس المتعلقة بالاحتفال وطعام الضيوف والحلويات وما إلى ذلك.