ذئاب داعش المنفردة وخيله المسوّمة ترهب أوروبا

تبنّى تنظيم الدولة الإسلامية أربع هجمات إرهابية وقعت في مدن أوروبية متفرقة من أقصى شمال روسيا إلى قلب برشلونة وكامبريلس الإسبانيتين وصولا إلى ساحة سوق توركو المزدحم في جنوب غرب فنلندا. جاء هذا التصعيد وسط تحذيرات أمنية من عمليات أخرى متوقع أن يتبناها التنظيم في قلب أوروبا والولايات المتحدة ردا على هزائمه في الشرق الأوسط.

 

أوروبا تحت نيران داعش

اجتاحت أوروبا خلال اليومين الماضيين موجة عنف وعمليات إرهابية تنوّعت ما بين طعن ودهس تبنى أغلبها تنظيم الدولة الإسلامية ضمن تصعيد أرجعه خبراء إلى الهزائم التي يتلقاها التنظيم المتشدد في معاقله في منطقة الشرق الأوسط.

وتستهدف ضربات عدة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، حيث خسر مساحات كبيرة في الأشهر الأخيرة. وتبنى التنظيم هجوما بسكين السبت في مدينة سورغوت الروسية أسفر عن سبعة جرحى، وقتلت الشرطة منفذه.

وقال داعش في بيان نشرته وكالته الدعائية “أعماق” إن “منفذ عملية الطعن بمدينة سورغوت في روسيا هو من جنود الدولة الإسلامية”، بعد أن تبنّى الاعتداءين اللذين استهدفا مدينتي برشلونة وكامبريلس في إسبانيا بعد ظهر الخميس ومنتصف ليل الجمعة وأسفرا عن مقتل 14 شخصا.

وكانت لجنة التحقيق الوطنية الروسية المكلفة بالجرائم الكبرى أوردت أن رجلا “هاجم مارة طعنا بسكين وأصابهم بجروح” صباح السبت في سورغوت في سيبيريا، مضيفة أن عناصر الشرطة سارعوا إلى المكان بعد إبلاغهم وقاموا “بتصفية” المهاجم. وأفاد مسؤولون محليون عن نقل سبعة أشخاص إلى المستشفى.

وأضافت لجنة التحقيق أن الشرطة تمكنت من السيطرة على المهاجم وقتله. ولاحقا، أفادت قوات الأمن أنه حاول “مقاومة” عناصر الشرطة موضحة أنها تعرفت على هويته. وأوضحت لجنة التحقيق أنه من السكان المحليين ومن مواليد العام 1994.

وأكدت وزارة الداخلية الإقليمية لوكالة أنترفاكس للأنباء أن فرضية الهجوم “الإرهابي ليست الفرضية الأساس”. لكن هذه المعلومات أثارت شكوك رواد الإنترنت وبينهم المعارض أليكسي نافالني الذي كتب على تويتر “رجل يركض حاملا سكينا ويحاول قتل أكبر عدد من الناس. أليس ذلك اعتداء؟”.

ويأتي هذا الهجوم غداة هجوم مماثل بسكين في فنلندا حيث قتل مغربي في الثامنة عشرة شخصين طعنا وأصاب ثمانية آخرين في مدينة توركو بجنوب غرب البلاد. وفي حادثة ثالثة، دهست شاحنة صغيرة العشرات من المارة في منطقة سياحية شهيرة وسط مدينة برشلونة الإسبانية، ما أسفر عن مقتل 13 وإصابة نحو 100 بينهم 15 في حالة خطيرة.

وبعدها بساعات وقعت حادثة دهس أخرى في مدينة كامبريلس، جنوبي برشلونة، وأسفرت عن وقوع 6 جرحى بينهم شرطي، قبل الإعلان عن وفاة امرأة من بين الجرحى.

وتوقّع المراقبون أن يعمد تنظيم الدولة الإسلامية إلى تحريك ذئابه المنفردة لشنّ هجمات إرهابية في أنحاء مختلفة من العالم على وقع تراجعه في سوريا والعراق.

وذكرت تقارير إلى أن مركز الاستخبارات المركزية الأميركية حذر الشرطة الإسبانية من خطر وقوع عمليات إرهابية في برشلونة. كما أبلغت الاستخبارات قوات حفظ النظام الإسبانية أن شارع الرامبلا السياحي هو مكان محتمل لوقوع الهجوم.

وهذه المرة الأولى التي يتبنّى فيها تنظيم الدولة الإسلامية اعتداءات في إسبانيا التي شهدت أسوأ اعتداء ارتكبه متطرفون إسلاميين في أوروبا في 11 مارس 2004، عندما أسفرت تفجيرات قطارات في ضاحية مدريد عن سقوط 191 قتيلا. وتبنّى تنظيم القاعدة الاعتداءات.

ويحذر الأمنيون من أن تنظيما كالدولة الإسلامية كلما ازدادت خسارته ازداد وحشية ودموية.

في أحدث ردة فعل اندلعت اشتباكات بين متظاهرين يمينيين ومارة في الموقع الذي شهد هجوم الدهس في وسط برشلونة
وكان التنظيم أعلن مؤخرا عن تشكيل مجموعة باسم “الخيل المسوّمة”، قال إنها “ستنفذ عمليات دهس في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية”، الأمر الذي يجعل من التهديد الإرهابي في فرنسا وأوروبا لا يزال مرتفعا جدا، كما صرح بذلك وزير الداخلية الفرنسى جيرار كولوم.

وأعلن كولوم، في تصريح لإذاعة فرنسية، تعقيبا على الهجمات التي شهدتها مدينتا برشلونة وكامبريلس عن زيادة التدابير الأمنية على الحدود الفرنسية الإسبانية على خلفية استمرار البحث عن شخص يشتبه بكونه أحد منفّذي الاعتداء الإرهابي الذي وقع في برشلونة.

وتسببت الهجمات الإرهابية التي ارتفعت في أوروبا في صعود تشدد مقابل تمثله حركات عنصرية صبت جام غضبها على المهاجرين والمسلمين. وفي أحدث ردة فعل اندلعت اشتباكات بين متظاهرين يمينيين ومارة في الموقع الذي شهد هجوم الدهس في وسط برشلونة.

وحمل بـعض المتـظاهرين لافـتات مرتبطة بحركة الهوية وهي شبكة من جماعات القوميين البيض وتركّز على الحـفاظ على الهوية الأوروبية. وكتب على بعض لافتاتهم “دافعوا عن أوروبا” “أوقفوا أسلمة أوروبا”.

وأدى احتشاد أشخاص من المعارضين للتيارات اليمينية إلى إثارة مواجهة بين الجانبين المتعاديين في منطقة قريبة من بلاكا كتالونيا بالقرب من الموقع الذي دهست فيه الحافلة حشدا من المارة.

وردّد المتظاهرون المناهضون للتيار اليمينى شعارات مثل ” الفاشيون يخرجون من مقاطعتنا” و”لن تمروا” وهو شعار استخدمه الجمهوريون خلال الحرب الأهلية الإسبانية. في حين حمل البعض ببساطة أعلام قوس قزح.

وفي نهاية المطاف، غادر اليمينيون المكان وهم يطلقون صيحات النصر. وقال إدوارد سانشي زوهو موظف بأحد البنوك إن “ما حدث في برشلونة هو عمل من أعمال الكراهية لكن هذا هو نفس النوع من الكراهية”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: