الفنون القتالية لإجتناب التحرش بالمغرب
انتشرت ظاهرة التحرش الجنسي على مستوى غير مسبوق في المغرب ، ما أدّى إلى ازدياد عدد الضحايا من الفتيات اللاتي يتجنبن غالبا الحديث عن الانتهاكات التي تعرضن لها، وسط ضعف في التشريع القانوني، لذلك تحاول المغربيات تعلم الفنون القتالية للدفاع عن أنفسهن في المواقف المحرجة.
الرياضة عنوان الثقة بالنفس
لكل فتاة مغربية تسكن أي مدينة في المغرب قصص وكوابيس عن التحرش، هذه الظاهرة التي ما انفكت تتفشى وتزداد كل يوم.
قبل سنوات قليلة، عاشت س -ب أسوأ لحظات حياتها عندما اضطرت لانتظار سيارة أجرة في الشارع لتقلها من الجامعة إلى عملها .
لم تعرف كيف تتعامل مع المعاكسات، أو عندما يقف رجال بسياراتهم عارضين عليها إيصالها، ولا عندما يقفون بالقرب منها بصورة مبالغ فيها.
ولأنها تعمل موظفة استقبال في مركز لتعليم فنون الدفاع عن النفس، فقد قررت تعلم بعض الحركات لاستعادة ثقتها بنفسها ومكانتها الشخصية في المجتمع.
تتحدّث س -ب (22 عاما) كيف وقعت في حب رياضة ملاكمة الركل أو الكيك بوكسينغ “كنت قد اعتدت على الجلوس إلى مكتبي ومشاهدة الفتيات وهن يغادرن دروس التمرينات، ومع مرور الوقت كان بإمكاني ملاحظة كيف تغير سلوكهن، لقد أصبحن أقوى وأكثر سعادة، فأردت فقط أن أكون مثلهن”.
وفي مركز “شي فايتر” للتدريب على الفنون القتالية تحولت س-ب من موظفة استقبال خجولة إلى مدربة، بعد نحو ثلاث سنوات قامت خلالها بصقل مهاراتها.
وفي مركز ، تسترجع أول مرة تعرضت فيها للتحرش بالطريق العام، تقول، “كنت في الخامسة عشرة من عمري، وبدأ رجل يتحدث عن جسدي.. لم أكن أعرف ما الذي يحدث، أو ما الذي يجب أن أفعله، ولذلك عدت إلى المنزل باكية”.
كانت هناك غصة في صوتها قبل أن تستجمع قوتها وتسوّي ظهرها، قائلة “أتعرض لحالات تحرش أقل الآن، لأني لست خائفة. أعرف أني أستطيع أن أرد، ويمكنني أن أحمي نفسي عند الضرورة”.
يجب تربية المرأة على أن تكون واثقة من نفسها وقوية لتتصدي لكل التحرشات