ثورة البكيني على شواطئ الجزائر
اتفقت نحو 3000 امرأة جزائرية على التظاهر بالبكيني على شاطئ البحر في مدينة عنابة تحدياً للاسلاميين المتطرفين. وعلى امتداد ايام، حاولت مجموعات صغيرة من الجزائريات المشاركة في التظاهرة البكينية في مناطق متفرقة، ولكن التجمع اتسع بفضل مواقع التواصل الاجتماعي حتى انه لفت انتباه الصحافة. وكان الهدف من المبادرة تخفيف الضغط الذي تواجهه المرأة الجزائرية على شواطئ البحر كلما تقرر النزول الى الماء بلا بوركيني.
لذا ارتدت المحتجات البكيني بأنواعه متحديات الأصوليين الذين يلاحقون النساء بحرية دون أي تدخل من السلطات. ويبدو أن هؤلاء الاسلاميين المتطرفين مستعدون لتحويل حرارة الصيف الجزائري جحيماً على المرأة التي ترفض فكرة السباحة بملابس تغطي كامل الجسم. وأصبح وجود اسلاميين على الشواطئ، يهددون المصطافات اللواتي يرتدين ملابس سباحة تقليدية بتغطية أنفسهن أو مغادرة الشاطئ، قضية خطيرة في عدد من بلدان شمال أفريقيا.
ولكن الظاهرة اتخذت ابعاداً أوسع في مدينة عنابة، حيث تخصصت إحدى المجموعات الاسلامية بالتقاط صور نساء يلبسن البكيني على الشاطئ واستخدام فايسبوك لإبلاغ السلطات عنهن.
وأطلق التشدد، الذي تبديه هذه الجماعات، وانتشار التزمت الديني في المجتمعات المسلمة، مقارنات بين اليوم والأمس، بنشر صور من الستينات لشواطئ مليئة بالنساء اللواتي يرتدين البكيني. وتقوم المرأة في شمال افريقيا بدور متميز في مواجهة النظرة التقليدية المحافظة سواء في منظمات المجتمع المدني أو الوسط الأكاديمي.
وتقول ناشطات نسويات في شمال افريقيا إن المحاولات الرامية الى اشاعة البوركيني بديلاً من لباس السباحة المتعارف عليه قضية تتعلق بحرية المرأة في اختيار ملبسها وإيصال رسالة بشأن إخضاع المرأة. ولهذا السبب نرى الآن نساء بالبكيني يدافعن عن حق أُخريات في ارتداء البوركيني وليس العكس.