الضلمي أسطورة كرة القدم غيبه الموت فهل تذكره الدولة؟

خصصت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مداخيل مباراة نهائي كاس السوبر الفرنسي، في أول خطوة لمؤسسة رسمية، اعترافا بما قدمه “مايسترو” الكرة المغربية عبد المجيد الضلمي، الذي وافاه الأجل ليل الخميس الأخير.

وكان المرحوم عبد المجيد الضلمي، لاعب الرجاء الرياضي وجمعية الحليب والمنتخب الوطني سابقا، وأحد أبرز سفراء كرة القدم المغربية في العالم، قد توفي بمدينة الدار البيضاء، إثر أزمة صحية مفاجئة ألمت به.

وقالت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إنها قررت تخصيص مداخيل الكأس الممتازة الفرنسية، التي ستجمع السبت 29 تموز يوليو 2017 بالملعب الكبير لمدينة طنجة، بين باريس سان جيرمان وموناكو، برسم فعاليات كأس الأبطال الفرنسية.

ودعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كافة الجماهير المغربية الحضور بكثافة إلى الملعب الكبير لمدينة طنجة لمتابعة هذه المباراة التي ستنطلق على الساعة الثامنة مساء.

وقالت في بلاغها، إن هذه المبادرة تأتي لمؤازرة عائلة الفقيد الذي توفي عن سن ناهزت 64 عاما، في هذا المصاب الجلل.

تم الجمعة بالدار البيضاء، تشييع جثمان أيقونة كرة القدم المغربية ، اللاعب الدولي السابق عبد المجيد الضلمي، الذي وافته المنية مساء أمس الخميس بالدار البيضاء إثر سكتة قلبية.

وتقدم الموكب الجنائزي المهيب الذي انطلق إلى مقبرة الشهداء، مستشارا الملك محمد السادس، ياسر الزناكي، وعبد اللطيف المانوني، ووزيري الداخلية عبد الوافي لفتيت، والشباب و الرياضة رشيد الطالبي العلمي.

وحضر أيضا إلى جانب عائلة الفقيد عدد من الشخصيات، بينهم والي جهة الدار البيضاء- سطات، والعديد من الوجوه الرياضية و الفنية ورجال الإعلام وجمهور غفير من محبي فريق الرجاء البيضاوي.

قد يكون عبد المجيد الضلمي، أحد صور معاناة الرياضيين المغاربة وربما العرب، الذي يتألقون في بلدانهم ولصالحها، ولكن التكريم والاعتراف يأتي من الخارج. سبب آخر جعل الضلمي لا يحظى بالاعتراف الواجب داخل المغرب، هو حياؤه الشديد وتواضعه الكبير، وتفضيله الابتعاد عن الأضواء والإثارة.

في سنة 1992 وبعد مشوار رياضي انطلق منذ 1971 حيث لعب الضلمي أول مباراة كلاعب رسمي في تاريخه، حصل على جائزة اللعب النظيف من طرف منظمة اليونسكو.

تتويج اليونيسكو جاء بعد تاريخ طويل، تخللته 764 مقابلة لم يتلق فيها أية بطاقة لا صفراء ولا حمراء، شارك خلالها في كأس العالم 1986، وعدد من الكؤوس الأفريقية انطلاقا من 1974 إلى 1988 التي احتضنها المغرب.

واعتراف آخر حصل عليه الضلمي، الذي تحتفظ له الذاكرة الرياضية المغربية بصورة اللاعب المتميز صاحب الرصيد الغني والنموذجي، الذي حمل الرقم (6) وكان سنة 1986 في نهائيات كأس العالم بالمكسيك سيد وسط الميدان مما جعله يحظى بإعجاب وتقدير الصحافة الرياضية الدولية التي منحته نقطة (9) على (10).

ويسحب لنادي “جمعية الحليب”، إجراؤه في آخر مشوار الضلمي الكروي عقد انتقال من “الرجاء البيضاوي”، كان بحق الأعلى للاعب كرة داخل المغرب في ثمانينات القرن الماضي.

ويعد الراحل الذي لقب بـ “المايسترو” أحد رموز الجيل الذهبي الذي شرف الكرة المغربية في مونديال مكسيكو 1986، وحصل على جائزة اللعب النظيف التي تمنحها اليونيسكو عام 1992، أي عاما بعد اعتزاله اللعب دوليا.

والضلمي الذي بدأ مساره الكروي الحافل سنة 1971 بفريق الرجاء البيضاوي ظل قادرا على العطاء والتألق طيلة 20 سنة أبان فيها عن كفاءات عالية استحق بها لقب “المايسترو”.

نودي عليه سنة 1971 لتدعيم صفوف الفريق الوطني لما كان يبلغ سن الثامنة عشرة فقط، ليلعب معه مدة تجاوزت 20 سنة، كانت حافلة بالإبداع والتألق وخلق الفرجة الكروية، وظل رقما صعبا في قلعة أسود الأطلس.

وكان أول لقاء له مع منتخب الكبار سنة 1974 كمدافع أيسر ضد المنتخب السينغالي وتحت إشراف المدرب الروماني ماردارسكو.

وقد عايش اللاعب ثلاثة أجيال، وصاحب الرقم لقياسي في حمل القميص الوطني، حيث لعب 140 مقابلة.
عاصر عبد المجيد الظلمي جيلا من اللاعبين كانوا يعتبرون أسطورة في تاريخ الكرة المغربية مثل أحمد فرس وعسيلة وحميد الهزاز، والشريف وغيرهم ممن عاشوا مجد الحصول على كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 1976 بإثيوبيا، قبل أن يواصل المسار مع جيل ميكسيكو، بودربالة والزاكي والحداوي والبويحياوي والتيمومي وغيرهم.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: