من الصعب استبعاد المغرب كقوة اقتراح بأفريقيا
العديد من الإستراتيجيين والسياسيين يناقشون موضوع أفريقيا والعالم ومستقبل القارة السمراء خلال ندوات موسم أصيلة الثقافي في دورته التاسعة والثلاثين.
على هامش ندوات موسم أصيلة الثقافي في دورته التاسعة والثلاثين، نوقش من قبل العديد من الإستراتيجيين والسياسيين موضوع أفريقيا والعالم ومستقبل القارة السمراء. ونظرا لكون المغرب من الدول الصاعدة أفريقيا كتجربة سياسية واقتصادية وأمنية، كان لا بد من محاورة خالد الشكراوي مدير مركز الدراسات أفريقيا-الشرق الأوسط، واستفساره حول ما يجمع المغرب بأفريقيا وقراءة اختياراته الداخلية ومواقفه وحركاته الجيوإستراتيجية داخل القارة وخارجها.
ويرى الشكراوي من موقعه أن حضور المغرب الآن في المؤسسات الوحدوية للاتحاد الأفريقي مازال ضعيفا خاصة وأنه لا يتحكم في اللجان ولا المقتضيات الإدارية. كما أن هناك صراعا على مفوضيات اللجان وعلى المغرب أن يدخل في توافقات.
فالسياسة الملكية واضحة على مستوى الخطاب والممارسة والتصورات بخصوص العمق الأفريقي، حسب الخبير المغربي. وقد طالب الملك محمد السادس بحكومة أفريقية وحكومة خبرة ومعرفة في جميع الميادين، ويعتقد أن الأحزاب مازالت متخلفة عن الرؤية الملكية والحكومة أيضا لا تشتغل بمنطق الخبرة عكس المؤسسة الملكية.
ويؤكد الشكراوي «أن ما قام به المغرب بالعودة إلى الاتحاد الأفريقي ليس تكتيكا، وعند حديثنا عن التكتيك نتحدث بالضرورة عن الإستراتيجية التي مداها لا يتعدى زمنيا خمس سنوات، لكن الآن نحن نشتغل بمنطق استشرافي أقصاه خمسين سنة قادمة في إطار أجندات مستقبلية».
وأكد الشكراوي من الصعب استبعاد المغرب كقوة اقتراحيه بالأساس داخل أفريقيا، وقد تم تكليفه بملف الهجرة لتقديم مقترحاته نظرا لخبرته في هذا المجال.
خالد الشكراوي: 50 في المئة في التقدم للحل في ملف الصحراء كانت بعودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي
وتعد قضية الصحراء المغربية جزءا من كل هذا نتيجة سوء تفاهم كبير جدا كان بالإمكان حله بين الدول المغاربية، وهي مشكلة ورثناها عن الحرب الباردة ومختلف التناقضات التي كانت سائدة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وأيضا هي مشكلة مغربية مغربية لأن أهل الصحراء والبوليساريو مغاربة.
ويقول الشكرواي إن مشكلة الصحراء التي على الخصوم والأصدقاء معرفتها هي أن كل قادة البوليساريو لا ينتمون إلى ما يسمى بالصحراء المغربية التي تبتدئ من جنوب “الطح” والعيون والداخلة والسمارة، فكل زعماء البوليساريو من مدينتي طانطان وكلميم وهما لا يدخلان في ذلك النطاق الجغرافي للصحراء المغربية بالمنطق الأممي والبوليساريو كذلك.
وهذا المعطى المهم لا يعرفه من يناصر البوليساريو والذين لا يعرفون أيضا أن نواة البوليساريو انطلقت من جامعة الحقوق بالرباط داخل إطار التيار اليساري والتناقضات الداخلية منذ العام 1972، وبأن القضية مرتبطة أيضا بتحرير جنوب المغرب منذ العام 1958.
والخط الملكي مهم للغاية لأنه تجاوز منطق الحدود الضيقة والدولة اليعقوبية لأن ما ينتظرنا أخطر بكثير مما نراه الآن من صراعات بينية بسيطة والتي يمكن تجاوزها، فما يقدمه المغرب على مستوى الحكامة الجيدة تجربة مهمة منها مقترح الجهوية الموسعة.
والذي يجب فهمه حسب الخبير خالد الشكراوي هو أن الجزائر لا تريد حكما ذاتيا بالصحراء لأنه سيطرح لها مشكلا داخليا منه تدبير الحق في الاختلاف في إطار الوحدة، عبارة عن مجالات أمازيغية متنافرة متناقضة في ما بينها ومع الدولة، عكس المجال الأمازيغي المغربي فهو متحد ومتناغم مع الدولة التي احتضنته وتسايره وتفكر فيه ويفكر فيها كذلك.
وعلى مستوى القوة الاقتراحية لحل الملف يؤكد الشكراوي لأخبارنا الجالية أن البوليساريو لم تطور مقترحاتها السياسية ومازالت مرتبطة بنفس التوجه الذي فرضته ظروف التأسيس في العام 1977، وحتى الزعامات لم تتغير، فالمغرب غير الزعامات والمؤسسات والمنطق السياسي منذ ذلك التاريخ ولهذا فالطرح المغربي متمثلا في مقترح الحكم الذاتي قابل للتطوير لأنه ليس جامدا.
وعدم وجود اختراقات على مستوى المفاوضات يتم تفسيره من خلال عجز عن التفكير بالجزائر في الحلول ومؤسسة الرئاسة هناك جامدة ولا أحد يعرف مع من سيتحدث ومن يحكم الجزائر غير معروف.
وعلى هذا الأساس حل ملف الصحراء سيطول لبضع سنوات ما دام النظام الجزائري لم يتغير، ولا بد أن ينتقل من عسكرته والانتقال إلى نوع من الديمقراطية حتى وإن كانت هجينة.
ويعتقد أن نسبة 50 في المئة في التقدم للحل في ملف الصحراء كانت بعودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، وعناصر قوته جادة في الطرح والمغرب هو الذي قدم طرحا جديدا وجديا وهو فاعل قوي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وأكثر من ذلك هو فاعل أمني بالقارة والمتوسط.