ممر الراجلين شبه منعدم بالقنيطرة و المسؤولين في سبات

فمن خلال استقرائنا للوضع الذي نعايشه في معظم مدننا المغربية ، نلاحظ عدم احترام سائقي السيارات للممشى المخصص للراجلين ، كما أن الراجل لا يكترث للحيز الطرقي الخاص به على الارصفة وعبر الممرات ، مما ينتج عنه اتساع الفوضى داخل الحواضر، خصوصا في الأماكن التى تتفشى بها ظاهرة احتلال الأرصفة من طرف المقاهي والمحلات التجارية والباعة المتجولون (الفراشة) ، وهذا ما يطرح أكثر من تساؤل حول تهاون السلطات المحلية الأقرب إلى التواطئ قصد حماية جدية لحقوق المواطنين داخل الفضاء العمومي الذي تحولت شوارعه الى محطات ثابتة لسيارات الاجرة بأنواعها وإلى مواقف لركن السيارات ، فيضطر المشاة للسير وسط الشارع ومن بينهم ذوي الاحتياجات الخاصة والاطفال(أزيد من 400 قتيل هم دون سن الخامسة عشر سنويا اي 10% من النسبة الاجمالية للقتلى) ليرفع من نسبة المخاطرة خصوصا أمام تهور عدد كبير من سائقي المركبات، حيث أكدت إحصاءات رسمية أن 90% من السائقين لا يحترمون علامة “قف” مما يرفع من نسبة القتلى في صفوف الراجلين وأصحاب الدرجات داخل المجال الحضري الى 80% .

فمسألة التفاعل الاجتماعي بصفة عامة بما فيها طبيعة تعامل المواطن – السائق أو الراجل – مع محيطه ترتبط بماهو أخلاقي وثقافي وكذلك سلوكي أكثر مما هو ضعف في تنزيل القوانين على المستوى العملي حيث نصت مدونة السير غرامة تصالحية جزافية من الدرجة الرابعة تخص الراجل المخالف لقواعد السيرفي حالة عبور الطريق خارج الممرات المحمية تقدرب 25 درهم ، فرغم وجود هذه النصوص القانونيـة والزجرية وتحيينــها خلال السنوات الاخيـرة إلا أنهــا لا تفعل إجرائيا ، لدى فنزيف ضحايا السير في تزايد مستمر ، مما يؤكد أولوية البعد القيمي و التربوي وهو جهد تراكمي يحتاج الى تظافر كل من الاسرة والمدرسة و الاعلام وكل حساسيات المجتمع المدني ، لتشكيل وعي جمعي يؤطر سلوك الفرد ويصالحه مع محيطه العمومي ، وإذا ما تم تحقيق هذه الغايات سوف يكون ذلـك ترسيخ لمبدأ احتـرام الغيــر ، ينتج عنـه إرتقاء سلوكـي يقدر العلاقات البينيـة ، وهو ما يعزز من تحول نظرة السائق أو الراجـل للمحددات القانونية المنظمة للسير من عقوبات زجرية الى آليات حمائية للأنا والآخر، لكن هل مقدرعلينا انتظار عشرات السنين للوصول لطريق تقل فيها المخاطرة و يأمن فيها المواطن؟

نمودج الْيَوْمَ من مدينة القنيطرة بشارع محمد الخامس التي يعاني سكانها من عدم احترام السائقين لممر الراجلين ، فالممر شبه منعدم يكاد الشخص يراه و رغم ذلك نرى أن قيمة الروح الانسانية غير موجودة عند جل السائقين ، لا يعبثون بالخطر الذي يشكلونه على المارة لعدم احترامهم السرعة المحددة و لا ممر الراجلين .

و نعلم أن ارتفاع ضحايا حـــوادث السيـر مسؤوليـة مشتركـــة لجميـع مكونات المجتـمع، فكل فرد هو مرشح أن يكون ضحية محتملـة لهذه الحرب الطرقية مما يستدعي تجاوزالعمل الفئوي والمناسباتي إلى اشتغال تشاركي ودائم وشمولي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: