المغرب يسلم إيطاليا اللوحة المسروقة، والسارق يعترف
تسلم السفير الإيطالي بالمغرب، روبيرتو ناتالي، صباح اليوم السبت، بمقر ولاية أمن الدار البيضاء اللوحة الفنية التاريخية المسروقة من كنيسة في مدينة مودينا، ويقدر ثمنها بستة ملايين دولار أمريكي، كان قد تم العثور عليها بالمغرب.
وكانت الشرطة المغربية أوقفت شهر فبراير الماضي في مدينة الدار البيضاء ثلاثة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في مجال سرقة وبيع التحف والأعمال الفنية ذات القيمة التاريخية، وحجزت لديهم هذه اللوحة الفنية.
وكانت المدعية العامة في مودينا، لوتشيا موستي أعلنت بإن السلطات الإيطالية تلقت خبرا عبر الانتربول بعثور السلطات المغربية على اللوحة التي تحمل اسم “السيدة العذراء مع القديسين يوحنا المعمدان وغريغوري صانع المعجزات”.
وفي أبريل تمكنت المصالح الأمنية بمودينا من اعتقال مهاجر مغربي يدعى مصطفى طاهر بناء على أمر دولي صادر من نظيرتها المغربية ثبت تورطه في سرقة اللوحة الفنية النادرة التي استرجعتها الشرطة بمدينة الدار البيضاء.
ويوم امس أعلنت مصادر قضائية بمدينة مودينا ان المتهم المغربي مصطفى طاهر الذي كان يقيم على بعد خطوات فقط من كنيسة “سان فيتشينسو” بمدينة مودينا أين تمت سرقة اللوحة الفنية التي يعود تاريخها إلى حوالي 4 قرون، اعترف بالمنسوب إليه مقرا أنه سرق اللوحة بعدما أوهمه شركاؤه في المغرب بمدى الأموال الطائلة التي يمكن أن يتم جنيها من الألواح الفنية الموجودة بالكنائس، مضيفا أنه كان يجهل قيمة اللوحة التي قام بسرقتها ولم يعلم بها إلا بعدما بدأت الصحافة تتكلم عنها بعد الإعلان عن سرقتها.
وكان دفاع المتهم المغربي قد تقدم بملتمس عدم تسليمه إلى السلطات المغربية والإكتفاء بمحاكمته بإيطاليا، وهو ما ستبث فيه السلطات القضائية الإيطالية المختصة في الأيام المقبلة.
ويبدو أن إيطاليا اختارت الطرق الديبلوماسية فيما يخص استرجاع اللوحة الفنية النادرة من المغرب بعدما كانت بعض الاوساط قد أثارت عدم تواجد اتفاقيات ثنائية أو دولية ترغم الدولة المغربية على تسليم اللوحة التي كشفت المعاينة الاولية للخبراء أنها تعرضت لإتلاف كبير جراء نقلها والإحتفاظ بها في ظروف غير مواتية لمدة حوالي 3 سنوات، إذ تبقى مسألة ترميمها اليوم إحدى أكبر التحديات أمام إيطاليا وإن كانت غير مستحيلة إلا أن المختصين يرون أنها لن تعود إلى أصلها.
ويتوقع أن تستقبل مدينة مودينا اللوحة الفنية بحفل كبير ستشارك فيه الساكنة إضافة إلى توشيح رجل الأعمال المغربي الذي كان وراء اكتشاف اللوحة وإبلاغ الشرطة بالدار البيضاء عن مكان تواجدها.