اللغة العربية ضحية الغالب والمغلوب
ساهمت المجتمعات العربية في جعل أفرادها يهمشون لغتهم العربية ويعتبرونها لغة فرعية لا تستخدم إلا في الحديث مع الأصدقاء، وفي المقابل يفضلون الأشياء القادمة من الخارج، بما في ذلك اللغة حيث تمت استعارة اللغات الأجنبية واعتبارها مقياسا للحضارة والرقي والتقدم بل وشرطا أساسيا من شروط العمل في مهن متميزة، مما دفع الآباء إلى إلحاق أبنائهم بالمدارس الأجنبية والإصرار على تعليمهم المفردات اليومية باللغات الأجنبية.
لا تكاد تخلو أحاديثنا اليومية من كلمات وعبارات إنكليزية وفرنسية كثيرة كنوع من الإتيكيت والتباهي، على الرغم من أن هذا لا يمثل أي نوع من أنواع التقدم، بل على العكس حين يهجر الإنسان لغته الأم فهذا دليل على إحساسه بالدونية، ففي كل أمة لا بد أن يحافظ الفرد على لغة بلده التي نشأ عليها ويمجدها بالإضافة إلى تعلمه لغات أخرى من دون الانجراف وراء كل ما هو غريب وأجنبي.
وأصبحت المجتمعات العربية منذ ما يزيد عن عشرين عاما تابعة للغرب في كل شيء وليس في اللغة فقط، على الرغم من أن اللغة العربية كانت لغة العالم عندما كانت الحضارة العربية تسود العالم نهضة وعلما وتقدما، لكن مع تقدم الزمن ودخول التكنولوجيا والعصور المظلمة أصبح العرب مقلدين لثقافة الغرب تابعين لها بطبيعتهم، وهو ما يوضح عقدة النقص.
ومن هنا أصبحت تسيطر “عقدة الكاوري” على غالبية الشعوب العربية، وهذا لا يتوقف على اللغة فقط بل يرتبط بكل ما يخص الإنسان من ملبس ومأكل وغيرهما، حيث يفضل العربي الأشياء القادمة من الخارج، بما في ذلك اللغة حيث تمت استعارة اللغات الأجنبية واعتبارها مقياسا للحضارة والرقي والتقدم بل وشرطا أساسيا من شروط العمل في مهن متميزة.