التطرف اليميني والتشدد الإسلامي: حلقة مفرغة من الإرهاب وارتداداته
سجلت التقارير الأمنية في بريطانيا ارتفاعا في جرائم الكراهية تجاه المسلمين عقب الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد مؤخرا. فخلال الأسبوع التالي على هجوم مانشستر الإرهابي في 22 مايو 2017، ارتفع عدد الهجمات ضد المسلمين في هذه المدينة إلى نحو خمسة أضعاف عما كانت عليه قبل الهجوم. وتم تسجيل ارتفاع مشابه في دول غربية عديدة في ظل تصاعد محفزات ظاهرة الإرهاب والإرهاب المضاد ضمن خطاب يدفع المسلمون المهاجرون (المعتدلون) ثمنه مضاعفا. وقد شكل حادث دهس لمصلين بالقرب من مسجد فينسبري بارك ببريطانيا يوم 19 يونيو 2017، مؤشرا على هذا التصعيد في الهجمات ضد التجمعات المسلمة في المجتمعات الغربية، الأمر الذي يُثير تساؤلات حول دوافعها، وسماتها، ومدى ارتباطها بالهجمات الإرهابية التي تنفذها تنظيمات كالقاعدة وداعش في الغرب.
مع تزايد جرائم الكراهية ضد المسلمين في المملكة المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة، فإن الكثير من المسلمين البريطانيين باتوا يخشون مستقبلا قاتما، إذ سجلت الحوادث التي تستهدف مسلمين، ارتفاعا كبيرا في بريطانيا عقب هجومي مانشستر، ولندن الإرهابيين.
وشهدت لندن في 3 يونيو الماضي هجوما مزدوجا أسفر عن سقوط 7 قتلى، ونحو 50 مصابا، فيما تمكنت الشرطة من قتل منفذي الهجوم الثلاثة. وفي 22 مايو الماضي استهدف تفجير إرهابي قاعة حفلات في مدينة مانشستر أودى بحياة 22 شخصا، بينهم أطفال، وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية.
وعلى إثر الهجومين، تصاعدت بشكل ملحوظ الهجمات التي تستهدف المسلمين في بريطانيا. ومن ذلك الهجوم “الإسلاموفوبي” الذي جرى في 18 يونيو الماضي؛ حيث استخدم مهاجم شاحنته في دهس مصلّين خارج مسجد فينسبري بارك شمالي لندن أسفر عن مقتل مواطن بريطاني من أصل بنغالي، هو مكرم علي (51 عاما).
وأوضحت الشرطة أن منفذ الهجوم هو دارين أوزبورن (47 عاما)، وكانت له وجهات نظر عدائية متزايدة تجاه المسلمين في الأيام التي تلت الهجمات على جسر لندن.
ونقلت صحيفة إندبندنت البريطانية عن محمد كوزبار رئيس مسجد فينسبري بارك قوله “نحن نُسمي ذلك هجوما إرهابيا كما أطلقنا التسمة ذاتها على هجومي لندن ومانشستر”. وأضاف أن “هدف هؤلاء المتطرفين، هو تقسيم مجتمعاتنا، ونشر الكراهية والخوف والانقسام بين مجتمعاتنا”.
وأعرب كوزبار عن شعوره بالقلق من احتمال وقوع هجوم آخر، وذلك على خلفية وصول رسالة تهديد تقول إن “الهجوم على المصلين أمام مسجد فينسبري بارك باستخدام الشاحنة كان البداية فقط”. وتضمنت الرسالة تهديدا صريحا للمسلمين، قائلة إن “المرح سيستمر في أغسطس المقبل”.
وأضافت “ستكون هناك أنهار من الدماء تتدفق في الشوارع، سنتأكد من حدوث ذلك. ولن ينجو منكم أحد… أنا أعني من سينجو من القتل بواسطة الخنق بالغاز، لن يفلت من قطع الرأس أو التفجير”.
وكان استخدام مواد حارقة سمة لافتة للهجمات التي استهدفت مسلمي بريطانيا مؤخرا. فمن بين سلسلة الهجمات الأخيرة إصابة رجل مسلم بتشوهات جراء إلقاء مواطن بريطاني حمض الكبريت عليه في العاصمة البريطانية لندن في 21 يونيو الماضي.