الهجرة غير الشرعية.. التجارة بأوهام الضفة الأخرى
شاركت العديد من وكالات الأنباء الدولية من بينها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على مدار الأشهر الماضية في مشروع استقصائي حول جرائم تهريب البشر على مستوى العالم. ويحمل المشروع عنوان “تسليط الضوء العالمي”، ويهدف إلى توجيه الاهتمام إلى صناعة الهجرة غير الشرعية التي تقوم على المعاناة الإنسانية قبل أي شيء آخر.
ذات مساء أحد الأيام من عام 2014 غادر المواطن السوري علي منزله بمدينة حلب في شمال سوريا برفقه ثمانية من أفراد أسرته على أمل الهروب من الحرب الدائرة في البلاد.
بعد رحلة استغرقت 15 ساعة التقى بالقرب من الحدود مع تركيا بمجموعة من المهرّبين طلبوا من كل منهم دفع ألف ليرة سورية (4.2 يورو) لمساعدتهم على عبور الحدود.
دفع أفراد أسرة علي المال المطلوب وانضموا إلى مجموعة أخرى قوامها عشرة أفراد يقودها المهرّب، ضمن قصة تكررت وستبقى تتكرر، حيث تتدفق موجات من البشر المحبطين اليائسين عبر الحدود الدولية كل عام.
ووفقا لتقديرات المنظمة الدولية للهجرة، فإن حصيلة عصابات تهريب البشر والهجرة غير الشرعية في العالم تصل إلى 10 مليارات دولار سنويا، فيما يقول فرانك لاكتسكو، مدير مركز تحليل بيانات الهجرة العالمية التابع للمنظمة الدولية للهجرة في برلين، إن الحصيلة “قد تكون أكثر من ذلك”.
وبحسب مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة، فإن حوالي ألفي شخص لقوا حتفهم أو اختفوا أثناء الهجرة منذ بداية العام الحالي. وشهد البحر المتوسط الذي يربط بين القارة الأفريقية وأوروبا سقوط أكثر 1300 من هؤلاء الضحايا، وهو الطريق الأخطر والأكثر دموية للمهاجرين في العالم.