عفاريت قطر
عفاريت قطر، تستطيع أن تقلب الحقائق، وأن تزيف الوقائع، وأن تخترق الدول والمجتمعات، وأن تطيح بالأنظمة، وتلهو بمصائر الشعوب، وتشوه من تريد، وتلّمع من تريد.
ليس عدلي علام وحده من له عفاريت في مسلسل عادل إمام الجديد، ولكن أمير قطر له عفاريت كذلك، يمكن أن تخرج إليك من شقوق الجدران، ومن وراء الأبواب المغلقة، ومن السراديب المعتمة والقاعات المظلمة، ويمكن أن تأتيك من جبال اليمن، أو من كهوف تورا بورا، أو من غابات نيجيريا، ومن أحراش الصومال، وقد تظهر لك فجأة من شارع الشانزليزي في باريس، أو من ضواحي لندن، ومن حدائق سويسرا، ومطاعم روما، ومن ناطحات السحاب في نيويورك ومراكز البحوث في واشنطن.
ومن قلب أي مدينة أو قرية عربية، ومن قنوات فضائية، ومواقع إلكترونية، ومن مواقع التواصل الاجتماعي كذلك، وربما من المساجد، أو من الجمعيات التي تسمي نفسها بالخيرية والإنسانية، فعفاريت قطر، تتحرك في الواقع كثيرا، ولكن في الفضاء الافتراضي أكثر، تستطيع أن تلعب بالبيضة والحجر، وبالكلمات والنصوص والآيات والأحاديث والتاريخ والسير والسنن والشعارات والمصطلحات والخرائط، ولديها القدرة على فبركة الأخبار والتصريحات والمواقف والوثائق والصور والفيديوهات والصفحات والمواقع، ويمكنها أن تكون معك وضدك في نفس الوقت.
وعفاريت قطر، تستطيع أن تقلب الحقائق، وأن تزيف الوقائع، وأن تخترق الدول والمجتمعات، وأن تطيح بالأنظمة، وتلهو بمصائر الشعوب، وتشوه من تريد، وتلّمع من تريد، وتجهز على من تريد، وأن تصفّر في واد غير ذي زرع، فتحوّله إلى غابة من البنادق والأحزمة الناسفة، وأن تنقل لك مباشرة وعلى الهواء أكبر الجرائم في المنطقة بعد أن تكون قد أصدرت الأوامر بتنفيذها، وأن تتنصل بسهولة من كل الاتهامات الموجهة إليها، مستفيدة من قدراتها الخارقة في التخطيط والتنفيذ وملء الأفواه بما يجبرها على الصمت.
تلك العفاريت التي تم تحضيرها على امتداد 20 عاما من خلال التعويذات التي تبثها “الجزيرة” والبخور الذي تحرقه الأذرعة المالية والدعوات الصادرة عن الدعاة الراسخين في الإرهاب، والتي تزاوجت وتناسلت وتكاثرت وتفرعت وتحزبت وبايعت الأمير وزبانيته على السمع والطاعة، نراها اليوم وهي تخرج من كل مكان، لتؤدي دورها الشيطاني في الدفاع عن مخططات الشر والكراهية، وفي إظهار دولة قطر على أنها ضحية لمواقفها.
ويبدو أن الوقت حان، لإجبار قطر على أن تصرف عفاريتها عن الأمة العربية جمعاء، وأن تترك فرصة للشعوب حتى تعيش خارج دائرة التآمر الذي تقوده تلك العفاريت على البشر والحجر والزرع والضرع، فلقد ملّ القوم الخوف والهلع والقلق والعبث والكذب والفبركة والزيف والتكفير والتخوين، ملوا تعويذات قطر وبخورها، وبات لهم أمل في ينقلب السحر على أصحابه.