هل تصريحات أمير قطر مفبركة
ضجة إعلامية كبرى فى الوطن العربى، وبالأخص فى الغعلام المرعوف بولائه الكامل للإمارات داخل مصر، وفى أبو ظبى، بسبب التصريحات المنسوبة لأمير قطر، تميم بن حمد، حول أمريكا والكيان الصهيونى ومصر والخليج وإيران، وهو ما تواردات أنباء عن ان نتائجه سلبية للغاية فى السعودية، حيث تم حجب موقع الجزيرة والوكالة القطرية الرسمية، وكذلك فعلت الإمارات.
وعلى الرغم من خطورة الحديث المنسوب لأمير قطر، إلا أن هناك إنكار و نفى تام لتلك التصريحات، وذلك بعد تأكيد وكالة الأنباء القطرية أن موقعها على تويتر قد تم اختراقه، وهذا ما حدث مع كبريات الصحف العالمية خلال الفترة القليلة الماضية، وهذا يؤكد أن حديثنا هنا ليس دفاعًا عن أمير قطر أو غيره، فلهم منصات إعلامية هى الأقوى والأجدر بذلك فى الوطن العربى، ولكن الأهم فى حديثنا هنا هو لماذا تلك الضجة الإعلامية الكبرى؟.
نرصد أولاً حادث اختراق أثار ضجة أكبر بمصر خلال الشهور الماضية عبر صحيفة الوطن الموالية للنظام، التى نشرت خبرًا فى خدمة الرسائل الخاصة بها والتى تحدثت عن تحركات عسكرية داخل الجيش لتنفيذ انقلاب من أجل الفريق شفيق ضد “السيسى”، ورغم صعوبة الأمر إلا أن الصحيفة قالت أنه تم اختراق خدمة الرسائل، ولم يتحدث أحد عن نتائج التحقيقات حتى الآن، فهذه الحادثة مشابهة لتلك تمامًا، بل إن رسالة صحيفة الوطن كانت أخطر بكثير.
ففي الساعات الأخيرة من مساء أمس الثلاثاء، نشرت الميديا الإمارتية بشكل موسع ومعها الميديا السعودية والمصرية، خبرا قالت إنه نقلا عن وكالة الأنباء القطرية يتضمن تصريحات لأمير قطر يدعو “الأشقاء” في مصر والإمارات والبحرين إلى “مراجعة موقفهم المناهض” للدوحة.
وتضمن التصريح قول الأمير إن علاقتنا مع ترامب متوترة، وإيران قوة إسلامية لا يمكن تجاهلها وتضمن الاستقرار في المنطقة، وحماس هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، وقاعدة (العيديد) الأمريكية في قطر “تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة”.
وكالة الأنباء القطرية نفت نشر أي تصريحات منسوبة لأمير قطر، وقالت إن موقعها اخترق، وقال الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي في بيان إن “موقع وكالة الأنباء القطرية قد تم اختراقه من قبل جهة غير معروفة إلى الآن”.
وبين أن من قام بالاختراق “نسب تصريحا مغلوطا لأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد حضوره لتخريج الدفعة الثامنة للخدمة الوطنية، وأن “ما تم نشره ليس له أي أساس من الصحة”، وأن “الجهات المختصة بدولة قطر ستباشر التحقيق في هذا الأمر لبيان ومحاسبة كل من قام بهذا الفعل المشين”.
ولكن سرعة نشر قنوات مشبوهة مثل “العربية” و”سكاي نيوز” (التي ادعت هروب أردوغان لألمانيا ضمن دورها المرسوم لدعم انقلاب تركيا) لهذه الأخبار الملفقة، التي قالت وكالة الأنباء القطرية إنها وضعت على موقعها على لسان أمير قطر، خلال دقائق، واستمرار التعليق عليها رغم النفي القطري لإدلاء الأمير بأي تصريحات أصلا.. أمر مثير للريبة والتساؤل.
إعلاميون قطريون وعرب ألمحوا لأن “اختراقا مخابراتيا لوكالة الأنباء القطرية الرسمية حديث وتم بموجبه بث تلك الأنباء المفبركة عليها، واعتبروا الأمر مخططا شاملا يستهدف قطر لعدة أسباب بعد قمة الرياض.. وما ظهر خلالها من فتور قطري إماراتي واضح.
ودللوا على هذا بأن الإعلام الإماراتي والسعودية مثل قناة العربية وسكاي نيوز نفخوا في التصريحات المفترض وأنه تم نفيها وجلبوا معلقين معادين لقطر من مصر والسعودية وغيرها لكيل السباب للأمير ولدولة قطر.
كما دللوا على هذا بنشر قناة العربية تسجيل صوتي قديم لحمد بن خليفة والد أمير قطر الحالي يخاطب فيه الرئيس الليبي المقتول القذافي بقوله: “نحن نعتبر هذا النظام (السعودي) فاسدا أذل مكة والمدينة”.
وقال أصحاب هذه النظرية المتعلقة إن قطر مستهدفة، وأن كل ما تم ترويجه عن قطر وراءه الإمارات، خاصة أن القمة الإسلامية الأمريكية في السعودية أظهرت فتورا بين محمد بن زايد الذي تجاهل مصافحة أمير قطر أثناء قمة الرياض.
وأشاروا أيضا إلى تلميح السيسي في قمة الرياض بدعم قطر للإرهاب، وتنظيم مؤتمر بواشنطن ضد قطر، معتبرين أن فبركة تصريحات أمير قطر يدل على حملة منظمة ضدها، وأن هناك “شيئا ما يدبر” لقطر بسبب الإصرار الغريب على تجاهل النفي القطري لتصريحات تميم ويكشف النية المبيتة للهجوم على قطر.
وبرر هذا الفريق سبب الهجوم على قطر الآن بأنه نتيجة عدم تجاوبها مع زيارة ترامب وانخراطها في التحالف الشرق الأوسطي، واستهدافها بتهمة دعم الإرهابيين عن طريق إجراءات لإجبارها على التخلي عن استضافتها معارضين مصريين وتحجيم قناة الجزيرة والمشاركة ماليا في حلف ترامب للمنطقة.
ويبدو أن هناك تداعيات لهذا الهجوم تمثل في تشكيل الحلف أو الناتو العربي الصهيوني حاليا باسم (الشرق الأوسط) المنتظر تدشينه رسميا العام المقبل، واستهداف كل من يعترض على هذا الحلف أو يدعم سياسات أو معارضين لهذا الحلف.
بعض من شككوا في الحملة علي قطر قالوا إن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حضر فعلا حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية في ميدان معسكر الشمال، صباح الثلاثاء، ما يعني ان ما نشر من تصريحات ربما حدث بالفعل ولكن قطر تعللت بانه اختراق وحذفت الخبر.
ولكن من حضروا الحفل من الاعلاميين ونشروا فيديو له قالوا إن الحفل حدث بالفعل ولكن امير قطر لم يدل بكلمة فيه فمن أين جاءوا بهذه التصريحات؟
ونقلت “الجزيرة” عن مدير وكالة الأنباء القطرية تأكيده أن “الأمير تميم لم يُلقِ كلمة اليوم، ونستغرب استمرار وسائل إعلام بعينها في تناقل التصريحات رغم البيان الواضح بأنها مفبركة!”.
وقالوا إن الحفل العسكري كاملاً، والذي قيل إن الأمير تحدث فيه، ولا يحوي أي تصريح، كما أن خبر إشراف أمير قطر على تخريج مجندين على صحيفة الشرق القطرية خلا من أي نقل للتصريحات بشأن الأوضاع الراهنة كما جاء على موقع (قنا) في وقت سابق.
واعتبروا بالتالي أن ما تتعرض له قطر من حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، “يستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار، معروفة الأسباب والدوافع”، حسب ما أفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية وهي تعلق على الإصرار علي نسب التصريح للأمير ولها.
لهذا قال جابر الحرمى -رئيس تحرير صحيفة الشرق- إن كل ما ورد عن تصريحات منسوبة لأمير قطر “عارية عن صحة تماما وللأسف أن قنوات وقعت في الحضيض بتبنيها تلك التصريحات”.
وقال الإعلامي السعودي عبدالعزيز قاسم إن موقع الأنباء القطرية مخترق.
وكان من الطبيعي أن يروج إعلام السيسي لهذه الأكاذيب المفبركة ويعتبرها حقيقة مع أنه هو هو من نفى ما نشرته الوطن عن انقلاب شفيق على السيسي واعتبره اختراقا.. وهو هو من نفى تصريحات وردت على صحيفة الشروق تتضمن نقل تصريحات كاذبة لسفير قطر بالأردن تتضمن إساءة للأردن والسعودية وتستهدف ضرب إسفين بين السعودية وقطر، وقال إن الموقع الذي نشرها مفبرك بنفس الاسم (الشروق).
فلماذا أصر إعلام السيسي وقناتي العربية وسكاي نيوز علي بث أخبار ملفقة وكاذبة ضد أمير قطر وترويجها بينما مصادرهم حساب وهمي باسم وكالة الأنباء القطرية؟! وما الفائدة التي خرجت بها الإمارات بعد مسرحية أمير قطر؟.
الفائدة ظهرت في صورة الحملة على قطر، ومن ثم تبرير حجب مواقع الجزيرة والصحف القطرية في الإمارات والسعودية، حيث تم منع كافة مواقع الصحف والقنوات التلفزيونية القطرية في السعودية والإمارات، بما فيها قناة الجزيرة التي أوقف بثها.
وتساءل مغردون وإعلاميون عن جدوى الحديث عن “إستراتيجية إعلامية خليجية”، ومصير كل الخطابات الرسمية التي تحدثت عن عدم تبادل الإساءات بين وسائل الإعلام الخليجي، وكيف يمكن لقناة سكاي نيوز عربية التابعة لقناة عالمية لها سمعتها، أن تتورط في ممارسة إعلامية، ضاربة بأخلاقيات المهنة عرض الحائط”؟!.