إنتفاضة المغاربة ضد الحكومة لتحسين ظروفهم المعيشية
من خلال التظاهرات السلمية و المشروعة التي يعرفها المغرب في الست شهور الأخيرة و التي يطالب من خلالها الشباب بتحسين الظروف المعيشية في عدة مناطق مغربية سواء بإنشاء شركات أو جامعات أو مستشفيات و التي تعتبر من أقل الأشياء التي يجب على الدولة توفيرها لمواطنيهاً و المتمثّلة في الفصل 13 من الدستور المغربي .
الا ان التظاهرات بالحسيمة لم تجد أدنا صاغية لتدبير أمورها بالعكس أمر بعض المسؤولين بعسكرة المنطقة و سد أفواه المتظاهرين سواء بسجنهم أو بتخويفهم .
فالجميع يعلم أن هناك دولتان في المغرب واحدة تتطلع إلى مواكبة التطور الذي تشهده البلدان الأوربية، وأخرى تعيش على شاكلة مجتمعات العصر الطباشيري . ففي الوقت التي تفتقر فيه مناطق واسعة لأبسط البنيات التحتية (الطريق والماء الصالح للشرب) والخدمات الإنسانية (الصحة والتعليم) يتم صرف مئات الملايير من الدراهم على سهرات شاكيرا و جنيفير لوبيز و التباهي بانجاز اكبر طاجين و اكبر اومليط في بلد يعيش ثلث سكانه تحت عتبة الفقر 8.5 مليون و كذلك التهافت على انجاز مشاريع بميزاييات عملاقة لا يستفيد منها الا قلة متنفذة من اهل هذا البلد كمشروع “ القطار فائق السرعة” الذي ليست له فائدة سوى تقليص وقت السفر لبعض السياح وذوي الدخل المرتفع الذين بإمكانهم استخدام الطائرة لهذا الغرض”
اتساع الهوة بين الفقراء و الاغنياء في المغرب يعكسه انشاء اكبر مول بافريقيا والخامس عالميا فالسؤال المشروع الذي يتبادر الى الاذهان هل القدرة الشرائية للمواطن المغربي في حجم و تطلعات هكذا مشروع تجاري ضخم ؟
الجواب هو ان الطاقة الانفاقية للمواطن العادي ليست لا الاولى افريقيا ولا الخامسة عالميا فالمغرب يتموقع في الرتبة 130 من سلم التنمية البشرية مما يحيل على ان الدراسات الاقتصادية التي رافقت هذا المشروع لم تعقد امالها و لم تستهدف شرائح الشعب الواسعة التي لا تملك ثمن رغيف خبز و كاس شاي فما بالك بالتفكير بالتبضع من موروكو مول، بل هذه الدراسات التي اثبت جدوى هذا المشروع و مدى مردوديته ركزت على فئة فاحشة الثراء لها ثقافة استهلاكية مميزة و لها قدرة شرائية هائلة و لا تتبضع الا الماركات العالمية المسجلة فهي ترتدي ملابس موقعة بماركات بولو و فيرساتشي و تركب سيارات ميرسيديس اخر موديل و ترتاد صالونات و فنادق فخمة تليق بسيادتها و تقضي لياليها في نوادي و علب ليلية و كازينوهات خمسة نجوم..فمن اين لها هذا، فما نعرفه ان الثروة ثابتة فاذا ما اغتنت فئة فحتما ذلك على حساب تفقير فئة اخرى فما .جاع الفقراء الا بما شبع به الاغنياء
فمن العيب و العار أن نجد 3 دراهم كمعاش متقاعد بمدينة خريبكة (مداح العربي ) و أرملة متقاعد عمل أزيد من 20 سنة بالقوات المسلحة الملكية لا يزيد عن 140درهما .
و رئيس الحكومة الأسبق بنكيران و وزيره الرميد يحققان ثروة في زمن وجيز ، دون التكلم عن زعيم الحمامة عزيز أخنوش الذي تتراوح ثروته بأزيد من 1,4مليار دولار .و العديد من المواطنين لا يجدون حتى درهما واحدا لسد حاجاتهم .
يأكلون الخبز و الشاي صباحا مساءا هذا اذا تسنى لهم تدبير ثمنه .
فكلهم يبيعون ملابسهم ليسدوا رمق أطفالهم .
لا ننسى وفاة الطفلة “إيديا” بإحدى مستشفيات المغرب لعدم توفر الخدمات الصحية بمنطقتها و ان دل هذا فهو يدل على “تردٍ” و “تقصير” في الخدمات الطبية التي تهدد آلاف المغاربة بفقدان أروحاهم.
أجواء قاسية كرست عزلة عدة مناطق بالمغرب ولا مبالاة للسلطات المحلية و حكومة الرباط إزاء سكان هذه المناطق البسطاء )معظمهم أمازيغ)، و الذين يتشكلون في غالبيتهم من الفلاحين و مربي الماشية و فئات مستضعفة لا حول و لا قوة لها . إن احتياجات سكان هذه البقاع ( تالسينت ، جرادة ، فكيك ، الريش ، ميسور ،إملشيل ، آيت هاني،تونفيت انفكو مداشر و قرى جبال الريف … ) لا حصر لها ، بدأ بالبنيات الأساسية و مستلزمات الحياة ، إذ تفتقر لأبسط المرافق و تشكو من غياب تام لجل الخدمات الأساسية ، في الوقت الذي استقالت فيه السلطات المحلية من مهامها ، و لا تكترث بهموم الساكنة ومعاناتها وانشغالاتها ، اللهم عند اقتراب مواعيد الاستحقاقات الانتخابية حيث تتفنن في رش السكان بالوعود المعسولة لطلب ودهم لضمان تسجيلهم و تصويتهم ، إلا أن هذا الأسلوب لم يعد ينطلي على أحد
فالحكومة المغربية و بكل صراحة لا نعلم ماذا تقوم من خلال مهامها و لا نعلم لما الشخص يريد أن يصبح وزيرا أو مسؤولا ، فالوزارة مسؤولية و كل ما يحصل الْيَوْمَ هو من مسؤولية الحكومة سواء الحالية أو السابقة .
فالمغرب يعتبر من أغنى البلدان الإفريقية بثرواته من فوسفاط ، ذهب ، سمك ، خضروات ،ووووووووووو.
أين الشعب المغربي من كل هذا ، أين حقوق المواطن من ثروات البلاد ، يغترب المواطن في بلدان أخرى باحتا عن حياة أفضل و غيره يتمتع بالثراء و يعيش عيشة الملوك بأموال الشعب .
كفانا هراءا و كذبا على المواطنين . فيعلم الجميع أن الزفزافي أو غيره من المواطنين بمدينة الحسيمة و الذين لا يحق لنا إلا مدحهم لأن لهم الشجاعة للمطالبة بحقوقهم في حين هناك آخرون يخافون على أنفسهم و آخرون يقولون ( هاذ الشي اللي كتب الله) و آخرون ينعتوهم بالإنفصاليين و الخونة ، كلمات شبع منها المغاربة و حان الوقت للمطالبة بالإنصاف الإجتماعي و تحسين الظروف المعيشية و الرفع من مستوى العيش و تقسيم خيرات البلاد تحت راية واحدة و تحت ملكية علوية جليلة .