انتشار ظاهرة زواج الحلال بين الجالية المغربية
تعج الحياة في بلجيكا بظاهرة جديدة بين المسلمين و ذلك بما يسمى بزواج الحلال ، ظاهرة يمكن أن تتوفر فيها في بعض الأحيان جميع الشروط كالشهود و المهر و غير ذلك من أركان الزواج الصحيح و يمكن أن يترتب عن ذلك أطفال يعترف بهم في دول الإقامة على عكس المغرب
علاقات يرفضها المجتمع تبدأ طريقها بنزوة، تليها الوقوع في براثن المعصية، وكثيرًا ما تخلف وراءها أطفالا رضعا في «صناديق القمامة»، لا ذنب لهم في نزوة قادت آباءهم وأمهاتهم للتجرد من كل المشاعر الإنسانية، وأفضت إلى إلحاق العار بهم مدى الحياة.
إنها كارثة الزواج السري، الذى بات يحلق تحت جناحيه أنواع عديدة لم يكن المغاربة يسمعون عنها من قبل، لتصدمهم مسميات “زواج العرفي ” و”زواج الفاتحة ” بالإضافة بالطبع إلى “زواج الحلال
”.
أنواع ومسميات مختلفة وعديدة بدأت تفرض نفسها على المجتمع المغربي ، وخاصة في أوساط الجالية المغربية ، ليقنعوا أنفسهم بأن ما يفعلوه حلالا، بعد أن ضاقت بهم سبل الزواج الشرعي، وأطاحت معها بحلم كل أب وأم بأن ترى ابنتها في ثوب الزفاف.
فتاة في العشرين من عمرها، رفضت ذكر اسمها، قصت مأساة صديقتها بسبب زواجها بالحلال ، فصديقتها (ن . م ) ذات الـ 15 ربيعا تركت بيتها بعد انفصال الأب والأم، وزواج كل منهما، وحينما أرادت الفتاة أن تذهب إلى والدتها لتعيش معها بعد أن تزوجت، رفض زوج الأم الفكرة وخيرها بينها وبين ابنتها، فاختارت أن تترك ابنتها في الشارع، ليعرض عليها شاب أن يتزوجها بالفاتحة ، وبالفعل قبلت أن تتزوج بدلاً من أن تظل في الشارع لعدم وجود بديل أخر، إلا أن هذا الشاب ظل يتعامل معها بقسوة لا تتقبلها أية فتاة.
وبعد أن بلغت الفتاة سن الرشد ، طالبته بأن يعلن زواجهما، إلا أنه رفض وقال لها: “إنت اتجننتي أنتي بنت من الشارع ومفيش بنت محترمة توافق إنها تتزوج زواج الفاتحة ”، لكنها اضطرت أن تبقى على الوضع الحالي بسبب الظروف التي تمر بها.
فالزواج السري داخل وخارج المغرب ظاهرة حقيقية موجودة، ولكنها غير معلومة للبعض، خاصة أن هناك نواحي كثيرة تظهر مشروع الزواج الشرعي باعتباره مشروعًا فاشلاً، ولا يحقق لأطرافه الوعود التي جاء من أجلها مثله مثل التعليم. وأوضح أن الزواج الشرعي تحول إلى عملية بيع وشراء، فضلاً عن ارتفاع معدلات الطلاق فى المجتمع، ومن ثم بدأ اشخاص كثيرون يهربون منه لزواج أقل كلفة من الناحية المادية وفي الواجبات.
وأرجع إقبال الشباب على العلاقات السرية إلى عدم وجود موضوع أو مشروع فى حياة الشاب أو الفتاة، وهو ما عزز دوافع الإقبال على هذه العلاقات السرية في نفوس الشباب، لأن الاصل فى المسألة هو أن الزواج الحلال أصبح مستحيلاً فى كل جوانبه فى ظل الظروف الاقتصاديةو الإجتماعية التي تمر بها دول أوروبا ، ومن ثم أصبح الزواج السري أرضا خصبة، و كذلك عند رفض الزواج من طرف سلطات دول الإقامة مما يجبر الزوج و الزوجة للمعاشرة لمدة تتزايد عن سنة لتسوية ظروف الإقامة للشخص الآخر . أو من يتهرب من المسؤولية ليجد نفسه يعيش مع شخص آخر تحت نفس السقف لا تجمع بينهما إلا كلمة زواج الحلال .
وهناك احتياجات معينة لدى البشر في الحياة المعيشية، والانظمة الموجودة لا تلبى احتياجاتهم، وبالتالي لابد من وجود أنظمة مجتمعية تلبى هذه الاحتياجات، لافتًا إلى أن الجانب الاجتماعي لدى الدولة والاسرة “مفكك”، وهناك قصور شديد لابد من معالجته.
وفى السياق ذاته هناك أزمة في امكانية الزواج الشرعي لدى الشباب والتي تتمثل في البطالة وأزمة الاسكان، و تغيير فصول المدونة .
ونعلم أن الدنيا مغلقة أمام الشباب لتحقيق أحلامهم، فكيف للشباب أن يفتح منزلاً ويقود أسرة بدون مسكن أو عمل، لافتًا إلى أن أغلبية الأسر يتضررون من زواج أبنائهم في منازلهم بسبب أزمة الاسكان.
و أن مشكلة الزواج السري في الأصل قضية اقتصادية اجتماعية متعددة الجوانب، لم تنحصر فقط عند الشباب حيث أصبح العديد من أفراد الجالية و الذين عانوا من قسوة الحياة الزوجية يلجؤون لهذه النزوة .
وتسعى العديد من الدول العربية إلى حلها عن طريق الاستثمارات التي تتيح فرص عمل للشباب، مشيرًا إلى أن نتاج الزواج السرى كارثة اجتماعية بالغة الخطورة، تتمثل في إنجاب أطفال شوارع لا حصر لهم، ويترتب عليها اشياء لا يمكن تفادى خطورتها، خاصة أن الزواج السرى ليس به أي التزامات بين الفتاة والشاب.
زواج في مصلحة الزوج و تخسر الزوجة الكثير من الأشياء ، لأن الفراق و ليس الطلاق يمكن أن يتم في أي لحظة و بدون عدل و لا قاضي .و هنا تكمن المصيبة و خاصة اذا ترتب عن ذلك حمل و أطفال .
وهنا تكمن ضرورة متابعة الاسرة لأولادها، سواء كانوا فتيات أو شباب، وخاصة في سن المراهقة، مشيرًا إلى أنه لابد أن يكون هناك حوار ووضوح في شبكة العلاقات الاجتماعية، وخاصة بعد أن اصبحت الاسرة الأن منعزلة عن الأبناء، في الوقت الذي انتشرت فيه وسائل التواصل الاجتماعي التى ساعدت على انتشار الزواج والعلاقات السرية بين الشباب في ظل غياب الرقابة الاسرية.
و قد أكد العديد من العلماء أن الزواج السرى باطل شرعًا، لأن الأصل في الإسلام أن يكون الزواج علنًا وليس سرًا، متسائلاً كيف يكون زواجًا وهو في السر؟.
وأوضح أن الزواج لابد أن تتوافر فيه أركان وشروط، من بينها أن يكون هناك إشهار للزواج (أي يكون في العلن )، ولا شك أن التوثيق لدى مأذون هو بمثابة إعلان، و لا يعترف بالزواج العرفي او زواج الحلال من الناحية الشرعية في وجود الزواج الموثق (أي المنعقد علي يد مأذون شرعي ومقيد في دفاتر الأحوال المدنية )، إلا في حدود ضيقة جدًا لأنه يضيع الحقوق.
وعن أحكام أنواع الزواج السرى المنتشرة داخل وخارج المغرب أكد أن “زواج الأنس والطرب” المقيد بوقت محرم شرعًا ولا يجوز، ولا يمكن أن يكون مستوفيا للشروط، أما الزواج المقيد بعدم الإنجاب فهو يتراوح بين الحرمة والكراهية ولكنه ليس باطلاً.
والزواج بنية الطلاق حرام، وقد يكون باطلا عند البعض، كما أن “زواج الأصدقاء” زواج غير مكتمل الأركان والشروط وباطل، و”زواج الإنترنت” إذا كان في السر فهو باطل، أما إذا كان زواجا مكتمل الأركان والشروط فهو في حكم الزواج الحلال، و”زواج الدم” و”زواج الكاسيت” و”زواج الحلال ” وغيرها من المسميات هي أنواع باطله، مشيرًا إلى أنها بمثابة تقنين للزنا في ثوب جديد.