الله ما قطران بلادي و لا عسل البلدان
عبر البر أو البحر … رحلة محفوفة بالمخاطر … ولكن ذلك يبدو خياراً أفضل من البقاء في المنزل.
وقد هاجر العديد من المغاربة من بلادهم باحتين عن عيشة أفضل أو راغبين في تحقيق الحلم الأوروبي الى دول مثل فرنسا ، بلجيكا و إيطاليا.
الحلم الأوروبي الذي يراود كل شاب مغربي منذ الصغر يجعل المواطن المغربي يستغني عن عائلته ، دراسته و عمله ليسعى إلى تحقيق مراده في بلد آخر حيث الغربة تشكل السيف القاتل الذي يعيش بجانبه طول حياته و خصوصا إن كان دون شروط الإقامة .
شباب سافروا عبر قوارب الموت يحلمون بحياة أفضل تاركين وراءهم عائلة تترجى منه الكثير ، فرحة عارمة و هو يتجول لأول مرة في أزقة أوروبية ، يبهر بالنقاء و التنظيم و حفاوة الناس .
فرحة يأتي بعدها كارثة عندما يصبح بدون مأوى ،لا مال ، لا مأكل و لا مشرب . أمله الوحيد الحصول على عمل لتغيير ظروفه المعيشية التي تدهورت مع مرور الأيام في عالم لا يساندك فيه لا أخ و لا حبيب ، المعيشة غالية و الظروف مغايرة عن التي نعيشها في المغرب ، زوجة لا تقبل أحد و زوج يرفض ذلك كذلك . رب عمل يتخوف من المراقبة و لا يقدر أن يشغل مهاجر غير قانوني مخافة من غرامات يمكن أن تسبب له في غلق محله .
يحس الفرد كأنه تائه في عالم لم يراه من قبل ، لم يسمع عنه من خلال الجالية المغربية التي تقضي عطلها بالمغرب ، بالنسبة لهم كل شيء ممتاز بأوروبا .
كرامته لن تسمح له بالرجوع الى بلده و البحث من جديد عن عمل و إنشاء بيت في بلده و بين أحضان شعب حنون يرأف به عند الحاجة .
هذا حال بعض المهاجرين الذين تبكي القلوب عند سماع كلامهم و هم يمدون أيديهم للمارة طالبين المساعدة أو في المساجد يسعون لإيجاد حل لمشكلتهم .و الغريب في الأمر أنهم ينحدرون من عائلات لا بأس بها يمكنهم أن يعيشوا بينهم بعز و كرامة و يتركون كل شيء باحثين عن حلم يمكن ان لا يتحقق .
قلب العز و الكرامة يبكي الدم و خصوصا و انت عاجز عن فعل أي شيء الا إعطاء بعض النقود تمكنه من نسيان مشاكله حتى ولو ليوم واحد .
مغربيتنا كرامتنا و لأجلها نخطط سطورنا لشرح الرسالة التي من غايتها يمكن لشبابنا تغيير الفكر الرجعي الذي يراود كل واحد منا . و العمل على تحقيق أهدافنا في بلدنا أو بالهجرة الشرعية التي بواسطتها يمكننا العيش بكرامة و فخر .