الطب يعتزم إيقاظ مرضى جمدوا أنفسهم لتمديد الحياة
الكثير من المرضى المُحتضرين جمدوا اجسامهم في مؤسسة “ألكور” لتمديد الحياة في ولاية اريزونا الاميركية’
أعلن جراح ايطالي شهير ان الأشخاص الذين حفظوا أدمغتهم بتقنية التجميد العميق بعد وفاتهم يمكن ان “يستيقظوا” في غضون ثلاث سنوات.
ويريد البروفيسور سيرجيو كانافيرو مدير مجموعة تعديل العمليات العصبية المتقدمة في تورينو ان يجري أول عملية لزرع رأس بشري خلال الأشهر العشرة المقبلة ثم الشروع باختبارات على عمليات زرع أدمغة.
وقرر مئات من الأشخاص المحتضرين أو المصابين بشلل حفظ اجسامهم أو أدمغتهم بتقنية التجميد العميق مراهنين على تطور علم الطب، بحيث يستطيع إعادتهم الى الحياة وإشفاءهم من امراضهم.
ويعتقد البروفيسور كانافيرو ان بعث الحياة في أول رأس مجمد يمكن ان يحدث في وقت قريب.
وكشف كانافيرو في مقابلة مع مجلة “أُووم” الالمانية انه يعتزم إيقاظ مرضى جمدوا اجسامهم في مؤسسة “ألكور” لتمديد الحياة في ولاية اريزونا الاميركية.
وقال البروفيسور كانافيرو انه “فور اجراء اول عملية لزرع رأس بشري في موعد اقصاه عام 2018 سنكون قادرين على محاولة إيقاظ اول رأس مجمد”.
وقال “نحن نخطط حالياً لأول عملية زرع دماغ في العالم وأنا اعتبر من الواقعي ان نكون جاهزين لذلك في فترة لا تتعدى ثلاث سنوات”.
وأكد “ان لعملية زرع الدماغ أفضليات عديدة اولها عدم وجود رد فعل يُذكر من جهاز المناعة، الأمر الذي يعني ان مشكلة الرفض غير موجودة”.
وأوضح البروفيسور كانافيرو “ان الدماغ عضو عصبي بالمعنى المجازي وإذا زرعتَ رأساً بأوعية دموية واعصاب وروابط وعضلات فان رفض الجسم له يمكن ان يشكل مشكلة عويصة ولكن هذا لا يصح على الدماغ”.
وبحسب البروفيسور سيرجيو كانافيرو فان عملية زرع رأس ستتيح لنا ان نعرف لأول مرة إن كانت هناك حياة أخرى بعد الموت. ولكنه اعترف بامكانية حدوث مشاكل جسدية ونفسية تقترن بوضع دماغ في جسم مختلف تماماً.
وقال “ان ما قد يكون إشكالياً هو عدم بقاء أي جانب من جسمك الخارجي الأصلي كما هو. فرأسك لم يعد هناك ودماغك يُزرع في جمجمة مختلفة بالكامل وهذا يخلق وضعاً جديدً لن يكون سهلا بكل تأكيد”.
ولكن علماء بريطانيين أبدوا شكهم في ان يكون بالامكان إعادة اعضاء مجمدة معقدة مثل الدماغ الى الحياة من جديد.
وحين قررت المحكمة العليا العام الماضي السماح بحفظ جسم فتاة مراهقة بتقنية التجميد العميق قال خبراء ان احتمالات عودتها الى الحياة “متناهية الصغر”.
ولاحظ البروفيسور كلايف كوين استاذ علم الأعصاب في كلية كنغ في لندن “ان دعاة تقنية التجميد العميق لا يستطيعون إيراد أي دراسة أُعيدت فيها الحياة الى دماغ ثديي كامل ناهيكم عن جسم ثديي كامل بعد حفظه في نتروجين سائل”.
ولكن البروفيسور كانافيرو يرى انه إذا نجحت عملية زرع رأس فانها قد تكون ذات دلالات عميقة لوعي الانسان بل وحتى الدين.
واعلن كانافيرو “في غضون أشهر قليلة سنقطع جسماً عن الرأس في عملية طبية لا سابق لها. وفي هذه المرحلة ليس هناك نشاط حياتي لا في الدماغ ولا في أي مكان آخر من الجسم. وإذا أعدنا هذه المريض الى الحياة فاننا سنتلقى أول تقرير حقيقي عما يحدث فعلا بعد الموت. وسيتيح زرع الرأس ان نعرف لأول مرة إن كانت هناك حياة بعد الموت”.
وتابع البروفيسور الايطالي قائلا “إذا استطعنا ان نثبت ان دماغنا لا يصنع الوعي فان الأديان ستُكنس الى الأبد ولم تعد ضرورية لأن البشر لن يعدوا بحاجة الى الخوف من الموت ولن نعود بحاجة الى كنيسة كاثوليكية واليهودية والاسلام لأن الأديان عموماً ستكون بالية عفا عليها الزمن. وسيكون ذلك نقطة انعطاف في التاريخ البشري