“عائلات من الشمال ” الجزائري من أضخم دراما إلى فضيحة أخلاقية
“عائلات من الشمال” من أضخم دراما عربية إلى فضيحة فنية
أفضت حملة الدعاية التي نفذتها الشركة المنتجة لمسلسل “عائلات من الشمال” إلى فضيحة فنية من العيار الثقيل، هزت القطاع الدرامي في الجزائر خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما ثبت لدى الفاعلين والمختصين والإعلاميين أن الأمر لم يكن إلا مجرد مغامرة حيكت فصولها من أجل النصب والاحتيال على الممولين والفنانين، عبر توظيف أسماء كبيرة في عالم الدراما العربية في حملة تسويقية غير مسبوقة في مختلف منابر الإعلام المحلي والعربي، بغية إيهام الرأي العام وإغراء الممولين بصب أموالهم في حساب الشركة.
أبدى أبطال جزائريون مرشحون لمسلسل “عائلات من الشمال” على غرار سهيلة بن لشهب وبهية راشدي وفوزي صايشي استياءهم من سير المشروع الفني والغموض الذي يكتنف إنتاجه، وتهرب القائمين عليه من الإجابة عن تساؤلات الفنانين والممثلين، خاصة بعد انسحاب بعضهم وعدم حضور البعض الآخر، ممن روّج لمشاركتهم في العمل الذي سوق لهم وللرأي العام على أنه أضخم دراما عربية في رمضان القادم.
صرح فنان رفض الكشف عن هويته بـ”أني تحاشيت منذ البداية الانخراط في هكذا لعبة تسيء إلى سمعة الفن وصورة الجزائر، وإن ألوم رفاقي على الانجرار وراء حملة تسويقية زائفة قريبة إلى النصب والاحتيال، أكثر منها إلى مشروع فني درامي، فإنني أتأسف على هذا الوضع المزري الذي وصل إليه الفن، وتغلغل الدخلاء والنصابين في الساحة والتلاعب بالحس المرهف للفنان وبصورة البلاد في عيون الفنانين العرب”.
وقال ملك الراي الشاب خالد “اتصل بي عدد من الزملاء للاستفسار عن حقيقة القائمين والمنتجين، وحتى ملك أغنية الراي الفنان الشاب خالد الذي زعموا أنه سيشارك في المسلسل أكد لي شخصيا أنه غير معني بالأمر تماما، وأنه كالكثير من الفنانين اطلع على المسألة من وسائل الإعلام فقط، وأنه غير مستعد للتمثيل والظهور في عمل تلفزيوني، لأنه لا يملك وقتا لذلك الآن”.
وتسود حالة من الغضب والتململ لدى غالبية الممثلين والفنانين المتعاقدين مع الشركة المنتجة، خاصة فيما يتعلق بالأجور وتأخر انطلاق عملية التصوير والاضطراب الذي يخيم على المشروع، فما عدا حفل انطلاق التصوير في أحد المنتجعات السياحية بمدينة بومرداس (شرقي العاصمة الجزائر)، لم يخط المسلسل أي خطوة.
وما اختفاء مدير الإنتاج كمال دحماني عن الأنظار في الآونة الأخيرة إلا مؤشر على الشكوك التي تحوم حول المسلسل المرشح لأن يتحول إلى فضيحة فنية، بعدما قُدم من قبل القائمين عليه على أنه أضخم عمل درامي عربي، سيكون جزؤه الأول “اتهامات بريئة” جاهزا على عدة شاشات عربية خلال موسم رمضان القادم.
وقالت مصادرنا، بأن “المشروع لا يعدو أن يكون مجرد فخ للنصب والاحتيال على الممولين، بالنظر إلى قصور رؤية القائمين على إنتاجه وإخراجه وحداثة تجربتهم في عالم الإنتاج الدرامي. ورغم تمكن الحملة التسويقية من استقطاب بعض رؤوس الأموال في بداية الأمر، فإنه يستحيل الاستمرار في التغطية على الحقيقة”.
وأضافت “في الجزائر نفتقد إلى ثقافة تمويل القطاع الخاص للمشروعات الفنية الكبرى، ويبقى التلفزيون الحكومي المنتج الأول في البلاد، باعتباره مؤسسة عمومية تحتكر بشكل كبير عملية الإنتاج الفني والدرامي، بينما يستعين البعض من الفاعلين المعروفين في الساحة المحلية ببعض المؤسسات الخاصة الكبرى، وما أقدم عليه القائمون على مسلسل ‘عائلات من الشمال’ هو مغامرة ستكشف الأيام أصحابها وأدواتها وأهدافها”.