إيطالية تروي قصة إيوائها للداعشي المغربي بإيطاليا
واصلت الصحافة الإيطالية نهار اليوم الأربعاء في الخوض في حياة من أسمته ب “الناطق الرسمي” باسم التظيم الإرهابي داعش بإيطاليا المهاجر المغربي منير العوال ، 29 سنة، الذي تم اعتقاله يوم أول أمس بمدينة طورينو.
صحيفة “لاستامبا” الصادرة بمدينة طورينو انفردت في عددها لنهار اليوم بحوار مع السيدة الإيطالية التي كانت تستضيف المهاجر المغربي المتهم بانتمائه لتنظيم داعش، نقلت على لسانها أنها “تعرضت لعملية طعن من الخلف ممن كانت تعتبره بمثابة ابنها”.
السيدة “مارغريتا”، 66 سنة، في حوارها مع “لاستامبا” كشفت عن كيفية تعرفها على “ميدو” (اللقب الذي كان يطلق على المهاجر المغربي) منذ 9 سنوات وهو لم يتجاوز عقده الثاني عندما تعرف عليه ابنها ،25 سنة، في شوارع المدينة حيث دون مأوى وكان يعيش حياة التشرد، وبعدما رق قلب السيدة “مارغريتا” اتجاه الشاب المغربي استضافته في بيتها بعدما خصت له غرفتها وانتقلت هي للنوم في بهو المنزل.
وأضافت مارغريتا التي قالت أن “ميدو” كان يناديها ب “ماما” أنها لم تلاحظ أي سلوك من أي نوع يمكن تفسيره على أنه كان متطرفا أو أنه يؤيد التنظيم الإرهابي “إزيس” فالعكس تماما كان دائما ما يستنكر العمليات الأرهابية التي تهز بعض المناطق في العالم، وحتى التزامه الديني لم يكن باديا فباستثناء حرصه على صوم رمضان لم يكن من رواد المساجد ولا أظنه كان يؤدي الصلاة حسب اعتقادي تقول مارغريتا، خصوصا وأنه كان يغلق على نفسه في غرفته لساعات طويلة وعادة ما كان يتحدث بالعربية لا يمكنني فهم ما كا ن يقوله ولم يثر سلوكه شكوكي في أي يوم من الأيام، ولهذا وجدت نفسي مثل “الذي يقع من فوق السحاب” يوم أول أمس عندما حضرت عناصر الكربنييري لاعتقاله.
واختتمت ذات المتحدثة حوارها بأنها تدعو الرب أن يسلط لعنته على من كانت تعتبره في مرتبة ابنها عندما منحته كل الحنان والعطف، والذي خان ثقتها عندما ارتمى في أحضان التنظيم الإرهابي الذي يقض مضجع الأبرياء.
ومن جهته في حوار مع صحيفة “لاريبوبليكا” قال ابن السيدة “مارغريتا” إنه لا يستطيع أن يصدق لحد كيف أن “ميدو” الذي أشفق عليه ذات ليلة ثلج عندما اشتكى له أنه بدون مأوى وجاء به إلى البيت وترجى والدته لاستضافته باع “نفسه للشيطان” موضحا أنه استطاع كل هذه الفترة أن لا يثير انتباهه حيث واصل حياته بشكل عادي حيث كان يشرب “البيرا” ويدخن الحشيش، ولم يسبق لي أن رأيته يصلي يضيف “جوليانو” ابن السيدة مارغريتا التي قالت أنها كانت تعتبرهما بمثابة الشقيقين لمدى الإنسجام الذي كان بينهما.
وإضافة إلى السيدة “مارغريتا” وولدها فإن جميع جيرانها بدورهم استغربوا لخبر اعتقال المهاجر المغربي، حيث أجمعوا على حسن سلوكه وحرصه على مبادرته بتحيتهم وتقديم المساعدة لهم كلما كانوا في حاجة إليها والإبتسامة لا تفارق محياه ولم يسبق له أن أبان عن أي سلوك يمكن الشك في تصرفاته.
وكان قرار اعتقال منير العوال المعورف ب “ميدو” بين أصحابه و “صلاح الدين” أو “ابن الدولة” على صفحات الإتصال الإجتماعي الموالية لداعش، جاء بعد مجموعة من التحريات قامت بها المصالح الإستخباراتية التابعة للكربنييري (روس) بناء على إشارة من “إف بي آي” الأمريكية في سبتمبر الماضي بعدما تم التقاط تواجد عنصر خطير بإيطاليا يقوم بالدعاية لداعش، وبعد حوالي شهر استطاعت المصالح الأمنية الإيطالية تحديد مركز العنصر الخطير بمدينة طورينو لتتولى عملية تعقبة والتنصت عليه إلى أن تم اعتقاله صباح يوم الإثنين الأخير بعدما شك المحققون في عزمه مغادرة إيطاليا في الأيام القليلة القادمة.
مغاربة إيطاليا