المغرب باشر مخططا طموحا يهدف إلى الرقيّ بالصحراء
المغرب باشر مخططا طموحا يهدف إلى الرقيّ بالصحراء إلى مستوى تنمية مشابه لنظيره بباقي أقاليم البلاد، وذلك انطلاقا من اقتناعه بأن التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية ستؤدي إلى حلّ النزاع المفتعل حول هذا الجزء الذي لا يتجزأ من الأراضي المغربية
ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن الرئيس السابق لمجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله، قوله خلال الدورة السادسة لـ”المثلث الاستراتيجي: أميركا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي وأوروبا وأفريقيا”، إن المغرب قام بالعديد من المبادرات المهمة للتقريب بين أطراف هذا المثلث الاستراتيجي، مبرزا في هذا الصدد العلاقات المؤسساتية التي تربط الرباط بالكتل الثلاث.
واعتبر رضا الفلاح أستاذ العلاقات الدولي في تصريح لـه أن الاتفاق حول عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وكوبا ينسجم مع المنهجية الجديدة للسياسة الخارجية المغربية المعتمدة على خطة توسيع شبكة العلاقات عبر العالم لتعزيز الحضور الدبلوماسي والاقتصادي.
وقام العاهل المغربي الملك محمدا السادس برحلة خاصة رفقة أسرته، في 7 أبريل الجاري، إلى جزيرة كايو سانتا ماريا التابعة لأرخبيل خردينيس ديل ري، شمال محافظة بييّا كلارَا الكوبية، في خطوة سجلت نهاية قطيعة سياسية ودبلوماسية منذ العام 1980 بسبب اعتراف هافانا بـ”الجمهورية العربية الصحراوية” التي أعلنتها من طرف واحد في 1976 جبهة بوليساريو في خرق لكل الأعراف الدولية.
ويحمل استئناف العلاقات في طياته عبرا ودروسا لكل من يتعنت في الاعتقاد بأن الشعوب تتغذى على الأيديولوجيا والخطاب السياسي المنفصل بشكل كامل عن الاحتياجات والتطلعات المشروعة. فقد ماتت المبادئ الأيديولوجية التي أججت الحرب الباردة وشبعت موتا ودفنت في ثنايا التاريخ.
كما أن الأنظمة التي انكفأت على نفسها لم تقم سوى بتأخير القدر المحسوم، أي تطلع الشعوب إلى الرفاهية والازدهار.
وأكد محمـد الزهراوي الباحث في العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض أن هذا التوجه مرتبط بـ”العقيدة الدبلوماسية” للرباط المرتكزة على تنويع الشركاء والانفتاح على القوى الدولية والإقليمية المختلفة، واعتماد سياسات هجومية للدفاع عن الوحدة الترابية من خلال اختراق المعاقل التقليدية للبوليساريو.