الشارع المغربي بمختلف مكوناته وأقاليمه ينتفض عند أي محاولة للمساس بوحدة أراضيه
مازال طيف هوغو تشافيز يخيم على فنزويلا، وفشل نيكولاس مادورو فشلا ذريعا في أن يحلّ محله أو يعوض غيابه، بل إن البلاد انهارت أكثر منذ أن تسلّم الرئاسة وسحب صلاحيات البرلمان ومنع الشعب من التعبير عن رأيه والتنفيس عن غضبه من ارتفاع الفقر في بلد يمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم.
وما تعيشه فنزويلا اليوم من احتجاجات لم يعد من الممكن ردعها ولم تعد تهاب الجيش المنتشر في الشوارع، وفي مواجهة معارضة سياسية صوتها يقوى يوما بعد يوم، وتطالب بالانتخابات، الأمر الذي يخشاه مادورو لتأكده من أنه سيمنى بهزيمة ساحقة، في وقت بدأ فيه «الرفاق» يتحولون، فكوبا تصالحت مع “العدو” الأميركي، وعموم الكتلة اللاتينية تشهد تحولات لافتة في مسار سياستها الخارجية وذلك في خضم صعود للأحزاب اليمينية التي فازت بالعديد من الانتخابات.
في ظل هذه المشهد القاتم لم تجد كاركاس من وسيلة لتخفيف الضغط عنها غير اتّباع سياسة تصدير أزماتها إلى الخارج، على غرار ما تفعله الأنظمة الأوليغارشية. وبالنظر إلى أنه لم يعد في يد فنزويلا وما شابهها من أوراق كثيرة تلعب بها لجأ المندوب الفنزويلي راميريز كارينيو إلى استحضار ورقة الصحراء المغربية لتحويل وجهة الاهتمام في اجتماع للأمم المتحدة يناقش ما تحقق من برنامج التنمية المستدامة الأممي.
أمام الحقائق والأرقام التي تقول إن المليار برميل من النفط و148 تريليون قدم مكعب من الغاز وغيرها من الثروات الهائلة التي يحتضنها باطن فنزويلا لم تق سكان البلاد من شرّ الفقر والحاجة، اختار راميريز كارينيو أن يتحدّث عن التنمية في الصحراء المغربية، معتمدا على ما تسوّقه جبهة البوليساريو الانفصالية التي تدعهما كاركاس ودون التثبت من الحقائق والأرقام الموثّقة فيما يخص التنمية في أقاليم الصحراء المغربية.
وتشير تقارير دولية عديدة إلى أن المغرب باشر مخططا طموحا يهدف إلى الرقيّ بالصحراء إلى مستوى تنمية مشابه لنظيره بباقي أقاليم البلاد، وذلك انطلاقا من اقتناعه بأن التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية ستؤدي إلى حلّ النزاع المفتعل حول هذا الجزء الذي لا يتجزأ من الأراضي المغربية؛ وأشارت ذات التقارير إلى أن فنزويلا تعدّ من أكثر البلدان فقرا وتأخّرا بمعدلات التنمية عالميا، مقارنة بما يملكه من موارد ضخمة.
خرق السفير الفنزويلي، وهو يضع قضية الصحراء المغربية في نفس ميزان الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، أحد أهم بنود حركة عدم الانحياز التي تنتمي إليها فنزويلا والتي احتضنت القمة السابقة للحركة العام الماضي منيت خلالها بخيبة كبيرة عندما فشلت في إقناع الدول المشاركة بتوجيه دعوة للبوليساريو.