النهب و مساندة الإرهاب يأزمان الظروف المالية للجزائر
دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الجزائريين إلى حشد العزائم للتحرر من التبعية المفرطة للمحروقات, مؤكدًا أن بلاده تعيش في ظروف مالية صعبة جراء تضارب أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وطالب بوتفليقة في كلمة اليوم بمناسبة يوم العلم، الشعب الجزائري أن يعكف على مواكبة تقدم البلاد بحرص يومي على إصلاح المعاملات وأوضاع المجتمع كون التنمية تواكبها حتمًا وقائع ورهانات، مجددًا الدعوة إلى جعل يوم العلم انطلاقة إضافية لتجسيد البرامج الإصلاحية في المجال الاقتصادي والحوكمة ولتسيير جميع شؤون الجزائر.
و في حقيقة الأمر يرجع تدهور الأوضاع الاقتصادية و السياسية بالجزائر لعدة عوامل ، نجد من بينها الفساد الاداري و السياسي و الغياب التام لأعلى سلطة في البلاد .
فقد بينت عدة تقارير مأخرا أن الخزينة الجزائرية تعاني من النهب و السرقة و سوء التدبير من الحكومة الجزائرية و جنرالاتها .
و يبقى الشعب الجزائري الشقيق هو الضحية الأولى في التسلط و القمع المحكم ضده .حيث يعاني من نقصان في جميع المواد الاساسية و التي تعرف ارتفاعا ملموسا لن تقدر مواكبته العائلات الجزائرية .
و اذا ما شاهدنا الموضوع من زاوية أخرى فقد يتضح لنا بأن الثروة الجزائرية تصرف سواء على جنرالاتها او لمساندة جبهة الذل و العار البوليساريو .
فرغم أن النزاع في ملف الصحراء المغربية يوجد رسميًا بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، إلّا أن اسم الجزائر يحضر كذلك في هذا النزاع على المستوى الإعلامي. حضور يعود بالأساس إلى احتضان الجزائر لمخيّمات تندوف، مقر البوليساريو ودعمها المتواصل لهذه الجبهة، رغم تأكيد الجزائر ولو على الصعيد الرسمي أنها ليست طرفًا في النزاع.
ولعل من وراء هذا الدعم الجزائري الذي تحظى به البوليساريو مواقف تاريخية تتعلق بالتوتر الذي طبع علاقات المغرب والجزائرمنذ السنوات الأولى لاستقلال الدولتين، وتباعدها على المستويين السياسي والعسكري، وكذا تضارب مصالح دولتي الاستعمار اسبانيا وفرنسا على اعتبار أن هذه المنطقة تعتبر من مناطق نفوذهما التقليدية.
و لعل السبب لدعم الجزائر لجبهة البوليساريو لا يتعلق بما تعلنه بل لأنها تعتبر ذلك فرصة لتصفية ما تسميه حسابات قديمة ومتجددة مع المغرب.