كارثة الاتباع والتقليد وتكريس نفس المشهد السياسي
وهل ينسى العثماني يوم إستغنى عنه بنكيران من أجل عيون مزوار؟ “يوم لك ويوم عليك”
فمند أن عاش المغرب سلسلة من الأحداث المؤثرة، في سياسته الداخلية والخارجية تحت حكم الإسلاميين ، الذين وصلوا إلى السلطة بفضل ما سمي بالربيع العربي، الذي لاشك فيه أنه إنقلب إلى خريف للإسلاميين،. هذه الحكومة التي مازالت الأحداث تتوالى فيها بشكل دراماتيكي. وعودة إلى رئيس حكومتنا السابق الدي كان يضرب الطبل والبندير بوعود وقناعات لاأساس لها من الصحة .
يحدث كل هذا في الوقت الذي تنهال على مسامعنا أرقام وأحداث مرعبة ومخيفة على الصعيدين الداخلي و الخارجي. فعلى الصعيد الداخلي، دشنت الحكومة أعمالها الاجتماعية لصالح المواطنين، منذ بداية عملها بزيادة في المحروقات بنسبة لم يسبق لأية حكومة أن أقدمت عليها، كما في الزيادة في فاتورة الكهرباء لإنقاذ مكتب الفاسي الفهري من اﻹنهيار، كما فلحت بوضع ضريبة على المواطنين الضعفاء دون أن تتمكن من فرض ضريبة على الأثرياء، ودون أن تسعف ملايين الفقراء والمساكين، سواء بزكاة الإسلاميين الحاكمين أو المؤيدين أو بصندوق المقاصة أو بالمنح المباشرة كصدقة لا تتجاوز 120 درهما .كما لم تستطع لحد الآن رفع العصا الغليظة لقوات التدخل الثقيل، أو السريع عن رؤوس المعطلين وصرخات الأرامل، والمغتصبات بقوة القانون، والأطفال المشردين، والمسنين، وكل من يدعو إلى شيء. هذه التصرفات الإسلامية الراقية من حكومة بن كيران ووزيره في العدلية جعلت المملكة تفقد مقعدها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لتحتله مكاننا ساحل العاج غير المستقرة أصلا، وكينيا وإثيوبيا المعروفتان بسباقات المارطون والعدو الطويل بحلبات ألعاب القوى العالمية، وذلك ناتج عن فشل الرميد في إقناع من يسمعه وهو يتحدث عن حقوق المغاربة. فأجوبة الرميد لم تقنع أعضاء الجمعية الأممية أمام ثقل التقارير الموازية التي تتقدم بها الجمعيات الحقوقية غير الحكومية، سواء منها المغربية أو الدولية.
ناهيك عن وزارة التضامن التي تعمل على إتفافيات دولية شبه وهمية فقط تسترزق بالنساء بوضعية صعبة مما جعل أغلبيتهن يتوهمن يحقوقهن ويتشردن مع أطفالهن إنها وزارة السيدة الحقاوي التي فشلت في إدارة هده المؤسسة بمصداقية ،وغيرها من أصحاب زواج المتعة والإتجار بالدين ، الخلاصة حكومة بن كيران لم تستطع التكيف مع الحكم، وفشلت فيما كانت تلوح به من إنقاذ وتقدم وإزدهار للشعب المغربي، ونجحت في إفقاره والزيادة من مشاكله وأعبائه الاجتماعية .
هذا هو فحوى الرسالة ، ولا زال يرسلها المعتصمون الذي يقطعون الطرق ويسدون الشوارع وأزقة المدن والقرى، ولا سميع لهم غير الله.،وتطايرت الحروف بين أصابعي، يجرفها سيل الغضب لتسطر لكم هذه السطور، والتساؤلات.. ماذا دهاكم أيها الإسلاميون، أين وعودكم لنا ؟ ماذا تصنعون بمكسب إسمه “العدالة فوق الجميع”. مشهد نراه ربيعا للعدالة يثلج الصدور المتعطشة للعدالة والنزاهة، يبعث الأمل والطمأنينة في النفوس المتشوقة للعدالة التي طعنت ولوثت طويلا على يد أشخاص فاسدين باعوا ضمائرهم للشيطان، أينكم يارجال العدل وعلى رأسكم السيد بن كيران، مدا حل بضمائركم إن العدالة اليوم أمام مفترق طرق خطير،وظعت بين أيدي الله وأيديكم أقوى وأهم ورقة إذا ماأحسنتم إستخدامها،/ فستكون أكبر سند لنا ولكم في إقامة العدالة والتنمية وإمضاء القوانين على الجميع بدون أي إستثناء أو التفاف، وهو المطلب الضروري لإقامة دولة القانون والعدالة للجميع لأسف أفقدتم ثقة النزهاء بكم .
لنا ملك عظيم ووطن أعظم وشعب يستحق أن نكون جميعنا وطنيين ليكون مغربنا من أفضل البلدان في العالم .
أنا لا أسأل عن مداخيل الفوسفاط ومخارج الأرزاق الوطنية وأن أنتقد جرائم إغتصاب الحرية والكرامة الشخصية ،أنا لن أقنع أبنائي بأني حرة في بلدي ولكي أعيش بسلام يجب أن أقطع لساني. في بعض الأحيان يصاب الناس ببهلوانات” معكوسة ” تسعى إلى تعميم التعاسة وتحب نشر البؤس ، لها كفايات الفرجة و قدرات البهرجة، لكن بغاية الإتعاس .
صعود نجوميتها ،غالبا، ما تكون في فترة الأزمات و البؤس لتكون جوابا خاطئا على أسئلة إشكالية عميقة لها القدرة على تحويل الأزمات السوداء إلى مشاهد تهريج مضحكة للمحيطين بها و مبكية لشعب يعاني البؤس والهوان ، مادمت أنت موجود لا أستحق لقب \”إنسانة\”لأنني لا أقبل التعايش مع كل هذه التناقضات الصارخة، لأنني أعزي نفسي بغضبة ملكي عنكم وعن كل الإستغلايين مصاصي دماء المستضعفين \”\” وأنتظر الأمل الذي ينتظره غيري من المتضررين. سأكون شاكرة لمن يستطيع أن يثبت العكس، عله يزيح عن كاهلي بعضا من هذه المسؤوليات المخزية.
هناك صنفان في العدالة والتنمية صنف مستواه جامعي يبحث عن وظيفة ومنصب همه الوحيد أن يضمن مستقبله أما المبادئ الإسلامية لا تهمه وهناك صنف جاهل أو شبه متعلم يتبع الحزب بغباء ولا يستفيد إلا من ثمن شفرة الحلاقة التي إستغنى عنها لما أطلق لحيته وهذه الطبقة هي التي يقول بنكران بأنها أنصاره ويدعوها أن تستعد وهي طبقة كبيرة جدا وهي التي تشكل الخطورة على المغرب وهي قابلة لأن تتحول الى الفكر الداعشي ومنها يستمد حزب العدالة والتنمية قوته لجهلها وغبائها.
لو ركنوا الى المعارضة لربما إنضم الكتيرون من المقاطعين للانتخابات مع فريق الباجدة ولاستغرق ذلك زمنا يطول من اﻹنبطاح وإنتظار السنوات القادمة لتموقع الحزب في الصدارة وتشكيله الحكومة دون حاجة الى التحالف لكن شاءت اﻷقدار أن يظهر الحزب بانهزامية أمام العالم ودون تسجيل لمواقف تدكر ولا لحاجة لنا في اﻹنتظار ماهو غير موجود أصلا التحكم يسيطر على المشهد السياسي للبلاد.
لا ننتظر من أي حزب كيف ما كان النزاهة والشفافية في تدبير أمور المواطنين فكل ما يهمهم سوى ملء أرصدتهم البنكية فكل الأحزاب كالنوادي تدافع عن مصالح المنخرطين وليدهب المواطن المغلوب على أمره الى الجحيم.
أتمنى لهده العصابات السياسية صفعة قوية عندما سيزداد عدد المقاطعين ، ليفهم الجميع : نحن لسنا كالقطيع ، أينما هش الراعي عليها بعصاه ، سلكت مبتغاه …
المشكلة ليست في النخبة السياسية الكاريكاتيرية، المشكلة فالقوانين المؤطرة للانتخابات وما يتلوها من آليات لتكوين أغلبية حاكمة من جهة وفرق المعارضة من جهة أخرى، وطالما عندنا مثل هذا الزعلوك القانوني والدستوري المفتقد للمقادير اللازمة لإنجاحه سنرى بعد كل إنتخابات مثل هذه المسرحيات التي يلعبها نفس المرتزقة كل خمس سنوات مع تبادل لأدوار البطولة فالتناوب لازال مستمرا، تمنيت لو كنت لا أفقه شيئا في السياسة حتى لا أتألم لهذا العبث السياسي الذي سيظل وصمة عار في تاريخ السياسة المغربية .
جليلة صادق