مسلمي أوروبا يلجؤون إلى تطبيق للزواج على الطريقة الإسلامية
أصبح الحب أمرا صعبا للغاية؛ فهو حلم ليس من السهل تحقيقه أبدا، كما أن العثور على شخص يشاركك قيمك نفسها أكثر صعوبة، خاصة بالنسبة إلى الشباب المسلمين في أوروبا الذين يشترطون مواصفات معينة للموافقة على الزواج وفق التقاليد الإسلامية الخاصة بهم. ولكن الكثيرين بدأوا يتولون زمام السيطرة من خلال الاعتماد على أنفسهم بدلا من الزواج الذي يعدّ لهم.
وتظهر التطبيقات الإلكترونية الاعتيادية الاسم والسن والصورة وربما المهنة أو الاهتمامات الموسيقية للشركاء المحتملين، لكنّ مستخدمي “موزماتش” الذي يجذب أعدادا غفيرة من المسلمين في بريطانيا، يطلبون المزيد من التفاصيل المحددة.
ويتم سؤال من يسجلون أنفسهم لدى هذا الموقع الخاص بالمواعدة للمسلمين نحو 25 سؤالا، تشمل مدى تدينهم ومواظبتهم على الصلاة، ومتى يريدون الزواج وما إذا كانوا يتناولون الكحوليات. وكان مؤسس التطبيق شاهزاد يونس يعمل مصرفيّا في بنك استثماري عام 2014، عندما بدأ يلاحظ انطلاق تطبيقات للتعارف مثل “تيندر” و”بوبلي”.
وقال يونس “لم يكن هناك تطبيق للمسلمين من قبل. الحديث عام جدا، المسلمون لا يواعدون، هم فقط يحاولون الزواج، ومن الصعب العثور على مسلم آخر أو مسلمة أخرى في هذه التطبيقات”. ولذلك قرر يونس إنشاء تطبيقه لمساعدة المسلمين في بحثهم عن شريك. ويمكن أيضا لمستخدمي موقع “موزماتش” تضييق البحث من خلال اختيار الأصل العرقي.
ويوضح يونس “ربما تكون باكستانيا بريطانيا يبحث فقط عن باكستانيين آخرين أو مسلما شيعيا أو سنيا فقط. لدينا الكثير من الأشخاص الذين يتزوجون على مستوى عالمي بدلا من البحث داخل منطقتهم فقط”. ويصل عدد مستخدمي الموقع من بريطانيا حوالي النصف، ونحو الثلث من أميركا الشمالية ، والباقي من جميع أنحاء العالم، كما أن هناك الكثيرين من ألمانيا وفرنسا و بلجيكا.
وتطبق العناصر التقليدية للزواج الإسلامي المرتب في هذا التطبيق، حيث يمكن إخفاء الصور الشخصية للمستخدم إلى حين شعوره بالارتياح تجاه مشاركة صوره، ومن أجل التأكد من أن الجميع يتصرف بأدب، يمكن للمستخدمين اختيار “ولي” (محرم) وهو طرف ثالث يراقب المناقشات بين الطرفين.
ويقول يونس “لأن المسلمين لا يواعدون، سوف تعثر على شخص يحاول الوصول إليك أو مرافقتك عندما تلتقي الشريك المحتمل”. وأضاف ” من الناحية الإسلامية، إذا تحدثت فتاة مع شاب يجب أن يكون هناك شخص ثالث معهما، ويمكن اختيار أن يكون هناك شخص ثالث في التطبيق. يمكن أن يكون شقيقا أو أي شخص آخر يتم اختياره”.
وتوافق سناء إكرام (24 عاما) وهي متزوجة من حكيم (24 عاما) منذ ثمانية أشهر، على هذا النوع من المواعدة للزواج وترى أنه المكافئ الحديث للزواج الإسلامي. وقالت سناء “أشعر بأنني تزوجت عبر زواج مرتب”، مضيفة “ولكني رتبته لنفسي”.
وبالنسبة إلى سناء، فإن الزواج لم يكن أقل ترتيبا من التوجه التقليدي “فيما يتعلق بأننا لم نكن نعرف بعضنا البعض والتقينا لأول مرة بسبب رغبتنا في الزواج”. ويخالف حكيم رأي زوجته، ويقول “لقد وقعت في الحب قبل الزواج وأردت أن أتزوج شخصا أحببته”.
ويتفق الزوجان على أنه حتى بالنسبة إلى الذين يفضلون الزواج المرتب، الذي يشرف عليه الوالدان، فإنه من الأفضل للجيل الأصغر أن يعثر على شريكه بنفسه.وحسب سناء مازال المسلمون البريطانيون حريصين على الزواج من شخص يشاركهم عقيدتهم. وأوضحت أنه “لا يوجد سبب للزواج إذا لم تكن لدينا المعتقدات ذاتها؛ فمؤسسة الزواج مؤسسة دينية”.
#belbazi