المغرب يوسع نفوذه الإقتصادي و السياسي في عمق إفريقيا

محمد السادس ينطلق إلى إفريقيا بإستراتيجية اقتصادية وأمنية وسياسية وبمقاربات للتنمية ومكافحة الإرهاب بما يعزز التعاون مع القارة الافريقية.

وصل الملك محمد السادس مساء الخميس إلى كوناكري في زيارة عمل وصداقة لغينيا المحطة الثالثة في جولة إفريقية شملت كلا من زامبيا وغانا.

وتأتي هذه الزيارة على إثر عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وضمن مساعي الرباط لتوسيع المنافذ الاقتصادية والسياسية في العمق الإفريقي بعد غياب لأكثر من ثلاثة عقود.

وحظي الملك محمد السادس باستقبال رسمي وشعبي كبير وكان في استقباله لدى نزوله بمطار كوناكري- غبيسيا الدولي رئيس جمهورية غينيا ألفا كوندي..

ويرافق الملك محمد السادس في جولته الإفريقية عدد من كبار مسؤولي الدولة من وزراء وشخصيات مدنية وعسكرية.

وتعكس تركيبة الوفد المرافق للملك محمد السادس طبيعة الزيارة، حيث شملت وزراء الخارجية والأوقاف والاقتصاد والمالية والتجهيز والنقل والصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي والطاقة والمعادن والصحة والسياحة.

ويتخلل الزيارة توقيع البلدين ثمانية اتفاقات تعاون خصوصا في مجالات الزراعة والصناعة والصيد البحري، بحسب البرنامج الرسمي.

ويغادر الملك محمد السادس كوناكري بعد ظهر الجمعة إلى ابيدجان. وتندرج زيارته لغينيا في إطار جولة افريقية بدأها في غانا في 16 فبراير.

وكان قد تعهد في خطاب أمام القمة الـ28 للاتحاد الإفريقي بعد الموافقة على عودة المغرب للاتحاد بغالبية الأصوات، بالعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين دول المغرب العربي ودول القارة الإفريقية.

وينطلق الملك محمد السادس إلى إفريقيا بإستراتيجية شاملة: اقتصادية وأمنية وسياسية وبمقاربات للتنمية ومكافحة الإرهاب بما يتيح توسيع التعاون بين المملكة ودول الاتحاد الإفريقي، فيما تقلص عدد الدول التي اعترفت في السابق بالكيان المسمى الجمهورية الصحراوية.

وكان قد قال في خطاب سابق “ما يهمني هنا بالدرجة الأولى هو موقف قارتنا، فهل سيظل الاتحاد الإفريقي مصرا على مخالفة المواقف الوطنية للدول الأعضاء، حيث لا تعترف 34 دولة على الأقل، أو لم تعد تعترف بهذا الكيان؟ وحتى ضمن 26 بلدا الذين انحازوا لجانب الانفصال سنة 1984، لم يعد هناك سوى قلة قليلة لا يتعدى عددها 10 دول”.

وأضاف “هذا التطور الإيجابي يواكب تماما التوجه المسجل على المستوى العالمي، فمنذ سنة 2000، قامت 36 دولة بسحب اعترافها بالكيان الوهمي”.

ووجه الملك محمد السادس دعوة إلى رئيس زامبيا إدغار شاغوا لزنغو لإجراء زيارة رسمية إلى المغرب في أقرب موعد مناسب.

وقال الخميس في برقية بعث بها إلى الرئيس لزنغو “يسعدني أن أوجه الدعوة لفخامتكم للقيام بزيارة رسمية لبلدكم الثاني المغرب في أقرب موعد مناسب”.

وعبر في ختام زيارة لزامبيا عن اعتزازه بـ”علاقات الأخوة والتعاون والتضامن التي تجمع الشعبين” المغربي والزامبي، مضيفا أنه ورئيس زامبيا يحرصان “سويا على توطيد هذه العلاقات في مختلف المجالات”.

وقال الملك محمد السادس إن الزيارة الرسمية للوساكا والاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين “مكنت من وضع الأسس المتينة للارتقاء بالعلاقات إلى شراكة حقيقية تشكل نموذجا للتعاون بين دول الجنوب وخاصة بإفريقيا”.

وأضاف أن هذه الزيارة “ستشكل مناسبة لتعزيز النتائج الإيجابية التي أثمرتها زيارتي لبلدكم الشقيق ومواصلة التشاور السياسي على أعلى مستوى لترسيخ التطابق في وجهات النظر بخصوص مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

وتابع أن هذه الزيارة “ستتيح للفاعلين الاقتصاديين بالبلدين فرصة أخرى لتوسيع مجالات التعاون المثمر”.

وقع المغرب وزامبيا 19 اتفاقية ثنائية تهم عدد من القطاعات بينها المشاورات السياسية والخدمات الجوية وحماية الاستثمارات والمالية والتأمين والتعليم والتكوين والسياحة والزراعة والتكنولوجيا والصناعة والمعادن والطاقات المتجددة.

وقال بيان للخارجية المغربية، إن هذه الاتفاقيات تهدف إلى تعزيز الشراكة جنوب – جنوب، وتشكل إطارا قانونيا ملائما يتوخى تفعيل تعاون مثمر سواء بين الحكومتين أو بين الفاعلين الخواص بالبلدين.

وتعد زامبيا الدولة الأفريقية الثالثة التي يزورها العاهل المغربي خلال الشهر الحالي بعد زيارة غانا الخميس الماضي والتوقيع على 25 اتفاقية للتعاون الثنائي وزيارته لجنوب السودان بداية الشهر، حيث تم التوقيع على تسع اتفاقيات ثنائية في مجالات مختلفة للتعاون بين البلدين.

#Akhbarona_Aljalia

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: