نقاشات حول تدريس اللغة العربية ببلجيكا
نظم المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، أمس الخميس، ببروكسل، يوما دراسيا حول موضوع ” تدريس اللغة العربية في أوروبا : الواقع والآفاق “.
ويحرص المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة من وراء تنظيم هذا اللقاء على الوقوف عند أهم المنجزات التي حققها مدرسو اللغة العربية وكذا تأثير المدرسة العربية على نفسية الشباب المسلم في السياق الأوروبي.
وقال خالد حاجي الكاتب العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة في تصريح صحفي، إن موضوع تدريس اللغة العربية بأوروبا يحظى بأهمية كبرى حيث يتجاذبه رأيان بين من يربط تدريس اللغة العربية بالتنشئة الدينية، وبين من يرى ضرورة الفصل بين اللغة العربية والمبادئ الدينية.
وشدد على ضرورة ” تجديد التفكير في مناهج تدريس اللغة العربية بأوروبا والعمل على الرفع من الجاهزية البيداغوجية للمدرسين في سياق يتجاور فيه تدريس اللغة العربية بتدريس لغات أجنبية أخرى”.
وأكد حاجي على أن المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة يسعى من خلال هذا اليوم الدراسي، إلى اقتراح حلول للنهوض بهذا القطاع من خلال الاستماع إلى التجارب التي راكمها العاملون في هذا المجال (مدرسون، فاعلون جمعويون).
من جانبهم، أجمع المتدخلون على أن تدريس اللغة العربية في أوروبا تكون وراءه أسباب متعددة تختلف باختلاف المستوى الثقافي للآباء، مشيرين إلى أن بناء الشخصية المسلمة وتقوية الارتباط بالوطن وحماية الهوية وتحصينها في مجتمع متعدد، تبقى على رأس هذه الأسباب.
وبعدما أبرزوا الدور الذي قامت به المساجد في تعليم اللغة العربية في بلاد المهجر، أثار المتدخلون مجموعة من المشاكل التي تعرفها بعض المؤسسات التي تشرف على تلقين اللغة العربية في أوروبا، حيث أن جزءا منها يبحث عن الربح ويفتقد إلى الوسائل البشرية والبيداغوجية الضرورية.
وشددوا على ضرورة النهوض بمستوى المدرس، الذي يبقى العنصر المحوري في هذه المنظومة، من خلال تعزيز إمكاناته البيداغوجية واعتماده لمناهج تتلاءم والسياق الثقافي المتنوع الذي يعيش فيه أبناء الجالية.
وكان رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة الطاهر التجكاني قد أكد في بداية هذا اللقاء على المكانة التي تحظى بها اللغة العربية بين لغات العالم ودورها في حماية هوية الأمة وتحصينها من الانصهار في حضارات أخرى.
وقال إن التحدي الأكبر الذي يواجه اللغة العربية في الوقت الراهن يتمثل في العولمة “التي تعني سيطرة اللغة القوية على باقي اللغات في مختلف المجالات”، مشددا على دور التعليم في الوقت الراهن للنهوض باللغة العربية، وخاصة في بلاد المهجر.
وتوزعت أشغال هذا اليوم الدراسي على جلستين يناقش خلالهما المشاركون محورين أساسيين هما ” واقع تدريس اللغة العربية في أوروبا : توصيف وتشخيص ” وآفاق تدريس اللغة العربية في أوروبا”.