من غرائب موسم مولاي إبراهيم
مشهد مهين مخزي ، يصور الخرافات و العاهات النفسية ، بما يسمونه موسم أحد أوليائهم ، بمدينة مراكش الحمراء ، ينحرون دون احترام سنن الذبح .
يأكلون ما أٌهل لغير الله .على مرأى و مسمع و بتنظيم من رجال الدرك ،يقطع الجمل حيا و يؤكل جيفة .
تصرفات السحر والشعوذة والتخلف والدجل والشرك بالله.هذا ما لاحظه جل المغاربة عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، حيث نرى مجموعة من الأشخاص و هم يقطعون عنق الجمل و بطريقة غير صحيحة، ليعطوه لأشخاص وراء الصور ليأكلوا لحمه.
ويتعلّق الأمر بفيديو التُقط خلال موسم مولاي ابراهيم جنوب مراكش، وتعدّ المواسم مناسبات سنوية يحتفل بها سكان المناطق التي تحتضن أضرحة ما يعرف في المغرب بـ”الأولياء الصالحين”.
تشيع مظاهر السحر والشعوذة في المجتمع المغربي في بعض المناسبات والأماكن مثل:
ـ الأضرحة والقبور: يذهب إلى الضريح الفلاني أو العلاني من أجل أن يسأله أمرا دنيويا ما يشغل باله، أو ليحقق له ما يحلم بتحقيقه أو استعصى عليه إنجازه. وهناك تذبح الذبائح لغير الله طبعا، فتكثر الشركيات والعياذ بالله، وتمتلئ بعض أضرحة الأولياء بالمشعوذين والسحرة الذين يستغلون توافد الكثير من الزائرين والزائرات ليجذبوهم بطرقهم الملتوية وحيلهم الشيطانية بدعوى أنهم قادرون على حل مشاكلهم وعلى قراءة الطالع وما سواه.
ـ كثرة انعقاد ما يسمى “المواسم”: وهي مناسبات تنعقد مرة في كل سنة، يحج إليها الزوار وتُشد الرحال إليها حيث يتواجد قبر ولي صالح كان كذلك أم لم يكن. فيتكاثر المشعوذون والعرافون، وتزدهر تجارة الأعشاب وبعض المهن الأخرى. ومن هذه “المواسم” المنكرة: موسم “مولاي براهيم” في نواحي مراكش وغيرهما.
ـ قبل مناسبة عاشوراء، وبالضبط في الليلة التي قبلها، تعتقد بعض النساء جازمات بدفع من شياطينهم من الإنس والجن في كون هذه الليلة هي مناسبة ذهبية للقيام بأعمال السحر. فهناك من تريد إعادة المياه إلى مجاريها في علاقتها الزوجية، وهناك من تريد من خليلها أن يحبها أكثر ويتقدم للزواج بها، ولكن يبقى السحر واحدا.. في المغرب، هناك عادة غريبة حقا ما أنزل الله بها من سلطان ألا وهي إشعال النار في أغصان الأشجار اليابسة يجمعها الأطفال في مكان شاسع ويشعلون فيها النار ليضيء لهبها الأجواء الليلية، فيسمع لعب الأطفال وضجيجهم وصياحهم، وزغاريد النساء. بعضهن يستغللن فرصة إشعال النار ليرمين فيها صنائعهن السحرية، وأحيانا يقف لهن الأطفال الصغار بالمرصاد. وكم من واحدة وقعت بين أيديهم، فصارت فضيحتها تتداولها الألسن!
ـ وعلى غرار ليلة عاشوراء، تزدهر أفعال الشعوذة والسحر ليلة السابع والعشرين من رمضان المبارك وهي التي يسميها العامة: ليلة القدر، إذ تنتشر تجارة البخور والعطور والشموع مختلفة الألوان والأشكال.
وهذا الموضوع لمسنا اختلافاً كبيراً بين من يعتبره حقيقة وواقعاً يتسبب فيه الجن مسخرا من طرف الساحر، وبين من لا يعتبره سوى مرض نفسي يمكن معالجته فقط بإيحاءات واستيهامات نفسية أو في أصعب الحالات مراهم وأقراص وأدوية تعالج المشكل.
ـ شعبانة، هي ليلة ينظمها الساحر والمشعوذ، فيحمل زائروه بعض الذبائح، ويكون المكان عبارة عن مسرح غريب تؤثثه ضوضاء الموسيقى الصاخبة وروائح البخور المتصاعدة في الجو، والشموع وأوانٍ زجاجية وخشبية مملوءة بالفواكه الجافة مثل اللوز والفستق والحمص، بالإضافة إلى الزيتون الأسود والحناء وقطع من القماش بألوان مختلفة: القماش الأحمر يرمز إلى الجني (باشاحمو)، والقماش الأخضر يرمز إلى الجنية (للامليكة)، والقماش الأسود إلى الجني (لكلاوي)، والقماش الأصفر إلى الجنية (للا ميرا)، أما القماش الأبيض فيرمز إلى الجني المعروف (شمهروش)..
ـ يستعمل السحرة والمشعوذون مواد غريبة وخطيرة لتركيب خلطاتهم ووصفاتهم السحرية، ومنها: أظفار الهدهد وشعر القط الأسود ومخ الذئب أو الضبع ويعطى عادة للزوج حتى ينقاد ويصير طيعا أمام المرأة، ولسان الحمار. وأيضا معدات غسل الميت مثل الصابون والمنشفة، ويستعمل أيضا الماء الذي يغسل به الميت في تحضير عمل سحري، لهذا نجد أحيانا كثيرة حرصا واضحا من أهل الميت على أن لا تقترب النساء من الماء الذي غسل به الميت، بل هناك من السحرة من ينبش في القبور ليأخذ يد الميت وبواسطتها يحضر طبق الكسكس الذي يعطى في نهاية المطاف إلى من سيصيبه بأذاه السحري الخبيث.
طقوس جاهلية لا تنتهي حتى ونحن في عصر العولمة ، القرن واحد و العشرين .