معانات المهاجرين في مخيمات فرنسا .
شكل العديد من المهاجرين مخيمات صغيرة حول مركز استقبال إنساني مخصص لاستقبالهم في باريس. ووجهت الكثير من الانتقادات للشرطة التي تحاول إبعادهم، واتهمت أنها استخدمت العنف ضدهم، وانتزعت منهم بطانياتهم، ما يعرضهم لأخطار البرد القارس.
أقام أكثر من عشرة مهاجرين غالبيتهم من إريتريا إضافة إلى سودانيين اثنين مخيما صغيرا بالقرب من مركز لاستقبال المهاجرين في شمال العاصمة الفرنسية.
وقال أحدهم لمراسلتنا، التي زارت المخيم، إنهم وصلوا إلى هنا قبل أسبوعين عبر إيطاليا. ويعيشون في المخيم ظروفا جد صعبة بسبب قساوة البرد. وقال دافيد، 18 عاما، إنهم يقضون النهار في ظروف عادية، لكن الليل “جد قاس” بسبب القر.
ويقر هذا الشاب القادم من إريتريا أنه “لولا المنظمات الإنسانية، لكان الأمر أكثر تعقيدا”، مشيرا إلى أنها “توفر لهم البطانيات”، فيما قال زميله بوروكيت إنه “لم يسمع ببيان منظمة “أطباء بلا حدود” التي نددت بقيام الشرطة بحجز بطانيات المهاجرين”.
“الشرطة توقظنا في الصباح الباكر”
بسبب وضعهما يعيش الشابان جنبا إلى جنب مع رجال الشرطة، ولا يشتكيان من كونهم مارسوا يوما العنف بحقهم. لكنهم يؤكدون أنهم “يوقظوننا في الصباح الباكر جدا بشكل يومي تقريبا، ويأمروننا بالوقوف في طابور الانتظار للدخول إلى مركز لاستقبال المهاجرين. يأمروننا بإخلاء المكان”، يقول بوروكيت.
وحسب هذين الشابين، فالشرطة في العاصمة الفرنسية لم يسبق لها أن انتزعت منهما البطانيات. “كيف يمكن لنا أن نقاوم البرد” يتساءل أحدهما إن تمت مصادرة بطانياتنا. لكن يجهل إن كانت المخيمات الصغرى الأخرى تلقى نفس المعاملة أم لا.
“تابعنا تفريق الشرطة للمهاجرين”
وعلى خلاف تصريحات الشابين، تؤكد إحدى الجمعيات التي تساعد المهاجرين في المقاطعة 18 من العاصمة الفرنسية انتقادات “أطباء بلا حدود” الموجهة إلى شرطة باريس. وقال منسقها “إننا تابعنا تفريق المهاجرين حول مركز الاستقبال”، مشيرا إلى “أنهم قدموا مرتين وحجزوا بطانيات وخيما”.
وتوزع جمعية “إيثوبيا 56” كل مساء بطانيات على المهاجرين وتقوم بجمعها في الصباح عند وقوفهم في طابور الانتظار بمركز الاستقبال، ثم تقوم بتعقيمها قبل توزيعها مرة أخرى على المهاجرين في الليلة التالية.
ونجد الكثير من المهاجرين في طابور الانتظار بمركز الاستقبال “لاشابيل” في العاصمة الفرنسية بأمل الحصول على مأوى. ويتوفر المركز على 400 سرير فقط ما يجعل طاقته الاستيعابية لكل هؤلاء المهاجرين محدودة بالنظر لكثرة الطلب.
ويرفض بعض المهاجرين دخول مراكز الاستقبال حتى لا تأخذ بصماتهم، باعتبار أن ذلك يمكن أن يحرمهم من تسوية وضعيتهم في يوم من الأيام في بريطانيا، التي يحلمون بالوصول إليها، معتبرين فرنسا مجرد محطة أخرى في سفرهم نحوها.