سوريا تتألم و العراق يتضرع
طفل يعاني قسوة الحرمان
يشكو الذي يلقاه للرحمنِ
قد مات والده وماتت أمه
والأهل قد صاروا بلا أوطانِ
أمسى يتيماً تائهاً ومشرداً
طفلٌ بلا دارٍ ولا عنوانِ
يمشي على ذاك الرصيف مردداً
يا موطني عذراً لكل هوانِ
لم نلق بعدك يا دمشق لروحنا
سكناً أضعنا اليوم كل أمانِ
طفلٌ يتيمٌ والحياة تذيقه
كأساً من الآلام والأحزانِ
وأتى الشتاء على الصغير بقسوةٍ
بردٌ وجوعٌ فيه يجتمعانِ
الجوع يقرصه بكل قساوةٍ
والبرد آتٍ مثلما العدوانِ
متوسداً صندوقه في رقةٍ
فلعله يعطيه بعض حنانِ
الموت داعب روحه بمحبةٍ
هيا إلى روضٍ من الأفنانِ
قم يا صغيري نحو أمك إنها
تلقى النعيم بجنة الرضوانِ
قم نحو والدك الشهيد فإنه
قرب النبي وأصدق الخلانِ
مات الصغير من الشتاء وبرده
من جوعه من قسوة الحرمانِ
مات الصغير ولا عزاء لأمةٍ
رضيت بكأس الذل والخسرانِ